ظني أن الكرة الأرضية تنقسم إلى قسمين الدول الإسكندنافية.. وباقي العالم.
تأكدت مجدداً من “موضوعية” هذا التقسيم، بعد أن سمعت وقرأت التقرير السنوي “للمرصد المغربي للسجون“.

يفيد تقرير المرصد الذي يغطي العام الماضي، عن وجود 1132 أجنبياً سجيناً في المغرب ، تتصدر القائمة نيجريا، بعضهم من الجزائر وتونس وسوريا وليبيا ومصر، وعدد السجينات الأجنبيات 69 سجينة.
لا يوجد في القائمة أي سجين من اسكندنافيا، وأشار المتحدثون في الندوة الصحافية التي عقدها المرصد بالرباط إلى أن قنصليات إسكندنافيا هي الأكثر اهتماماً بسجناء دولهم، ويعملون على التحري الدقيق عن أحوالهم. وأفادت مصادر مطلعة أن هذه الدول تضع في الأولوية ترحيل سجنائها إلى سجون في بلدانهم ، وهناك يتلقون تأهيلاً نفسياً واجتماعياً حتى يمكنهم الاندماج في مجتمعاتهم من جديد، وفي الوقت نفسه ضمان عدم “النكوص” أي العودة إلى عالم الجريمة. وأوضح المتحدثون في الندوة أن هناك دولاً متقدمة لكن قنصلياتها لا تكترث لأوضاع سجناء يحملون جنسيات هذه الدول .
في سياق آخر، يعتبر المرصد أن أهم أولياته، إلغاء مسألة الاعتقال التحفظي لشرائح النساء والأحداث والأشخاص المتقدمين في السن، وتطبيق فكرة العقوبات البديلة بالنسبة للجرائم المرتكبة دون عنف، بهدف تخفيف الاكتظاظ.
في هذا الصدد أعود إلى لغة الأرقام، على الرغم من أنها بطبيعتها جافة بيد أن لها قدرة على التوضيح لا تضارعها فيها وسيلة أخرى من وسائل التعبير. تقول الأرقام بلغ عدد الأحداث (أقل من 18 سنة) في السجون خلال العام الماضي 1028 حدثاً ، في حين وصل عدد النساء السجينات 4470 سجينة، من بينهم 69 سجينة أجنبية.
يوجد في السجون 79 محكوم عليهم بالإعدام من بينهم امرأتان، ومنذ عام 1993 لم تنفذ عقوبة الإعدام، وكان آخر من أعدم عميد الشرطة محمد مصطفى ثابت الذي اشتهر باسم “الحاج ثابت” .
طرحت سؤالاً خلال الندوة عن القراءة داخل السجون، وتلقيت جواباً مخيباً، مفاده أن “القراءة صعبة جداً إلى حد الحصار” على حد تعبير النقيب عبدالرحيم الجامعي، مضيفاً “هناك رقابة شديدة وفي الغالب تمنع الكتب التي يرغب السجناء في قراءتها”. يطلق على السجناء لفظة “نزلاء” لكن شتان ما بين دلالة هذه المفردة، ومسألة محاصرة القراءة.
أختم وأقول يفترض في الصحافي أن يلبي جميع الدعوات التي يتلقاها عندما يتعلق الأمر بالندوات الصحافية. دأب المسؤولون عن المرصد بتوجيه دعوات لي لحضور أنشطتهم، وحرصت من جانبي على الحضور.
لاحظت أن الصحافة كانت شبه غائبة عن “الندوة الصحافية” على الرغم من توفر مادة صحافية، كنا ثلاثة صحافيين فقط ، ومجموعة من الزملاء المصورين.

طلحة جبريل /كاتب صحفي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *