في خضم التجاذبات السياسية الداخلية لحزب العدالة والتنمية، عاد التوتر القديم الجديد بين رئيس الحكومة الأسبق عبد الإله بنكيران وزميله المعروف بمواقفه الحادة عبد العزيز أفتاتي ليطفو على السطح.

إ. لكبيش / Le12.ma

في تطور لافت يُعيد العلاقة المتوترة بين عبد الإله بنكيران وزميله في حزب العدالة والتنمية، عبد العزيز أفتاتي، إلى دائرة الضوء، أصدر الأمين العام للحزب السابق ورئيس الحكومة الأسبق، بنكيران، توجيهاً صارماً يخصّ انخراط أفتاتي في مبادرة تُعرف باسم “GenZ212”.

رسالة مفتوحة تثير الزوبعة

تكمن نقطة الخلاف في رسالة مفتوحة مُتداولة على منصات التواصل الاجتماعي وموجهة إلى جلالة الملك، تحمل عنوان: “دعما لحركة GenZ212 .. حان وقت التحرك في العمق”.

هذه الرسالة أُرفقت بعدد من التوقيعات، كان من بينها توقيع عبد العزيز أفتاتي.

بنكيران، وفي توبيخ غير مباشر، أكد أن توقيع أفتاتي على هذه المبادرة “لم يستشر فيه مع مؤسسات الحزب ويتحمل فيه مسؤوليته بصفته الشخصية”.

هذا التصريح يحمل دلالة واضحة على الاستياء داخل قيادة الحزب من تصرف أفتاتي، الذي يُعرف بمواقفه الحادة والمثيرة للجدل.

توجيه صارم من الأمين العام

لم يكتفِ بنكيران بـ “تبرئة” الحزب من مسؤولية توقيع أفتاتي، بل أصدر دعوة وتوجيهاً واضحاً لعموم أعضاء ومسؤولي حزب العدالة والتنمية، يحثّهم فيه على عدم التوقيع أو الانخراط في أي مبادرة مماثلة، والالتزام بالمواقف والتوجيهات التي تقررها مؤسسات الحزب المختصة.

سياق التوتر القديم الجديد

يُعيد هذا التطور إلى الأذهان تاريخاً من الخلافات المتقطعة بين الرجلين، حيث لطالما شكّلت مواقف أفتاتي، خاصة تلك المُعلنة عبر شبكات التواصل، حرجاً لقيادة الحزب، حتى في عهد بنكيران نفسه.

هذا الموقف الأخير من بنكيران يُعتبر محاولة لاستعادة السلطة المعنوية والتنظيمية للأمانة العامة في وجه الأصوات “المتمرّدة” داخل الحزب، ويُشير إلى أن “العدالة والتنمية” لا يزال يواجه تحديات داخلية في ضبط مواقف أعضائه البارزين.

تساؤلات مفتوحة

يبقى السؤال حول تداعيات هذا التوجيه على علاقة بنكيران بأفتاتي، وعلى موقع هذا الأخير داخل صفوف الحزب، مطروحاً بقوة. هل سيشهد الحزب إجراءات تنظيمية أكثر صرامة لضبط التعبير السياسي لأعضائه، أم أن أفتاتي سيستمر في منهجه “الخاص”؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *