في الآونة الأخيرة، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما “فايسبوك”، روابط وإعلانات تُحاكي في شكلها ومضامينها موادّ صحفية حقيقية صادرة عن مؤسسات إعلامية معروفة، مثل “Le360” أو “Le12.ma” أو “Hespress” أو “Medi1 TV”…

لكنّ التدقيق في مصدر هذه الروابط يكشف أنّها تقود إلى مواقع مجهولة النطاق لا تمتّ بصلة إلى المنابر المذكورة، وتُستخدم في الغالب كواجهة لحملات نصب إلكتروني واستدراج استثماري وهمي.

تبدأ الحيلة عادة بعنوان مثير أو فضيحة مزعومة تتعلق بشخصية عامة، أو بحوار “سري” مع فاعل سياسي أو مدني أو إعلامي معروف، قبل أن يتحوّل المحتوى بسرعة إلى الترويج لمنصة استثمارية مشبوهة تحاول إغراء المتصفّح بالإمكانيات الهائلة لتحقيق أرباح خيالية في ظرف وجيز، والهدف جرّه لملء بيانات شخصية أو بنكية للاحتيال عليه والسطو على أمواله بمبالغ متفاوتة الحجم.

ويتمّ دعم هذه الإعلانات بتصميم احترافي وصور مأخوذة من مقالات حقيقية، ما يجعلها تبدو للوهلة الأولى موثوقة، خصوصاً بالنسبة للقراء الذين يتصفحونها من الهاتف المحمول.

خبراء الأمن الرقمي يؤكدون أن هذه الموجة تمثّل تحولاً نوعياً في أساليب الخداع الإلكتروني، إذ لم تعد تقتصر على رسائل البريد العشوائي أو صفحات مقلّدة للبنوك، بل أصبحت تستغل الثقة التي تحظى بها وسائل الإعلام الوطنية لدى الجمهور.

الطريقة الأسلم لتجنّب الوقوع في الفخ، وفق متخصصين تحدثت إليهم جريدة “Le12.ma”، هي التأكد من عنوان الموقع الإلكتروني (domain) قبل قراءة أو مشاركة أي محتوى، وعدم إدخال أي معلومات شخصية أو مالية على مواقع لا تنتهي بعناوين النطاق الرسمية المعروفة مثل .ma أو .com الخاصة بالمنابر المعترف بها.

و”Le12.ma”، من جانبها، تتوجّه إلى الجمهور والمهنيين ليكونوا في حيطة وحذر، كما تتوجّه إلى المؤسسات الإعلامية الزميلة لمواكبة هذا النوع من التهديدات عبر تحسيس قرائها بتمييز المنصات الأصلية من المنتحلة، على أمل التفكير في تعاون أكبر بين الفاعلين الإعلاميين والهيئات المكلفة بالأمن السيبراني من أجل التصدي لهذا الشكل الجديد من التضليل الرقمي…

* “Le12.ma”: أحمد عبد ربه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *