توج الفيلم الروائي المغربي “وشم الريح” للمخرجة ليلى التريكي، أخيرا، بالجائزة الذهبية في الدورة 29 من مهرجان الشاشات السوداء بالعاصمة الكاميرونية ياوندي.
Le12.ma
ويأتي هذا التتويج ليتوج مسار الفيلم بعد حصوله سابقا على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان كازان الدولي للفيلم بروسيا، إلى جانب جائزة نور الدين الصايل في المهرجان الدولي للسينما الإفريقية، وجائزة العمل الأول في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة.
وفي انتظار الإعلان، السبت 4 أكتوبر 2025، عن نتائج مشاركة “وشم الريح” في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة بالمهرجان المغاربي للفيلم بوجدة، كان لنا هذا الحوار مع مخرجته ليلى التريكي في 3 أسئلة.
هل يمكن إدراج أفلامك السينمائية ضمن خانة “سينما المؤلف”؟
أفضل القول إن أفلامي تندرج أكثر ضمن خانة السينما المستقلة التي تعنى بالجمالية، بدل توظيف مصطلح “سينما المؤلف”. فأنا أولي أهمية قصوى للجانب الجمالي في الأعمال السينمائية التي أشتغل عليها.
أحرص أن تحكي الصورة، ويحكي اللون، ويحكي الضوء تفاصيل الحكاية التي أرويها في الفيلم، على غرار ما قدمته في أحدث أعمالي “وشم الريح”، الذي ينسج مجموعة من القصص الإنسانية المستمدة من الواقع، فيحاكي المشاهد ويؤثر فيه ويدفعه للتفاعل مع أحداثه، سواء في كليتها أو في جزئياتها.
هل يمكن وصف فيلمك “وشم الريح” بأنه فيلم موجه للجمهور العريض؟
ما يمكنني قوله هو أنني لمست عمليا حجم تأثر الجمهور وتفاعله مع الفيلم خلال عرضه أمس الخميس 2 أكتوبر 2025 في المهرجان المغاربي للفيلم بوجدة، وأيضا خلال تقديمه في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة وفي مهرجان خريبكة الدولي للسينما
فقد عبر لي عدد من الحاضرين عن تأثرهم بالقصة، موضحين أنها مستهم بشكل مباشر أو غير مباشر، لأن أحداث الشريط تتمحور حول المنفى الذي يعيشه كل واحد فينا حين يغادر بلده إلى بلد آخر، سواء كان هذا المنفى جغرافيا أو نفسيا أو عاطفيا. هذه المعاناة لمسها الحضور بوضوح من خلال أداء الممثلين المشاركين في الفيلم، والذين تنوعوا بين مغاربة وعرب وفرنسيين، فرضتهم قصة العمل نفسها.
ولهذا أعتقد أن “وشم الريح” سيجد طريقه إلى الجمهور، إن منح لنفسه فرصة لمشاهدته، لأن قصته قادرة على حمله إلى عوالم أخرى تجعله يرى ذاته أو ذوات أقربائه وأصدقائه ومعارفه في تفاصيلها.
لماذا ابتعدت عن التلفزيون المغربي في السنوات الأخيرة؟
في الحقيقة لم أبتعد عن التلفزيون، ولم يكن ذلك خيارا شخصيا، لأني حريصة على تقديم مشاريع درامية كلما أعلنت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة عن فتح باب طلبات العروض. غير أن ما يحدث في الواقع هو أن هذه المشاريع لا يتم اختيارها، وهذا ما يجعلني أقول إني لا أمتلك مفاتيح الاشتغال في الدراما التلفزيونية، باستثناء الأعمال الوثائقية مثل: “10 نساء في تاريخنا” و”الدار البيضاء حتى البحر” المعروضين على قناة “دوزيم” و”جوهر” على القناة الثامنة (الأمازيغية) التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
وهنا يحق لي أن أتساءل عن أسباب رفض المشاريع الدرامية التي أقدمها للشركة الوطنية، خصوصا وأن جل الأعمال التلفزيونية التي أنجزتها معها في السابق حصدت جوائز عربية مرموقة، من بينها مهرجان الإذاعة والتلفزيون بالقاهرة، والمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون بتونس.
