يقول مستشار ترامب: “ناقشتُ الجهود لتسريع عملية سياسية، وجددتُ التأكيد على دعم الولايات المتحدة لسيادة المغرب على الصحراء الغربية ولخطة الحكم الذاتي المغربية باعتبارها الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع، ونحن نتطلع إلى استمرار شراكتنا القوية”.
جواد مكرم / Le12.ma
في أعقاب لقاء كل منهما على إنفراد اليوم الجمعة في نيويورك، ظهر وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ضاحكا في صورة مع مسعد بولس مستشار الرئيس الأميركي.
وعلى خلاف ذلك، ظهر أحمد عطاف، وزير الخارجية الجزائري بوجه عبوس، وهو يصافح بولس في صورة ثنائية لهما أمام الصحافة.
فماذا دار بين المسؤول الأمريكي، والوزيرين المغربي والجزائري، خلال محادثاتهما، الانفرادية.
يقول بولس مستشار الرئيس الأميركي، عقب لقائه بالوزير المغربي: “كان لي شرف لقاء وزير الخارجية بوريطة لمناقشة الفرص لتعزيز شراكتنا الاستراتيجية وتحالفنا، خاصة مع سعي الشركات الأميركية وراء الفرص في جميع أنحاء المغرب بما في ذلك إقليمه الصحراء الغربية”.
وتابع، في تغريدة له على منصة (X)، “ناقشتُ الجهود لتسريع عملية سياسية، وجددتُ التأكيد على دعم الولايات المتحدة لسيادة المغرب على الصحراء الغربية ولخطة الحكم الذاتي المغربية باعتبارها الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع. ونحن نتطلع إلى استمرار شراكتنا القوية”.
وبينما لم يغرد بولس، بشأن لقاءه مع الجزائري عطاف، كان الأخير قد أنهى لقاءا جمعه أمس مع المبعوث الشخصي للامين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء ستيفان دي ميستورا، بصورة تظهره عبوسا.
هزيمة الجزائر
وتعليقا على تعابير وجه عطاف، كتب المحلل السياسي الجزائري وليد كبير: “لقاء بين عطاف وستيفان دي ميستورا ،الصورة تتحدث عن نفسها “.
وأضاف، “تقاسيم وجه عطاف تظهر انه مصدوم! ماذا فعلت له يا دي مستورا ؟ أخبرته بالحقيقة؟!”.
وتابع، “عطاف في حيرة من أمره… ماذا سيقول للعسكر بعد أن أخبره المبعوث الأممي بالمستجد القادم خلال أيام؟.
وتساءل وليد، “وماذا سيقول لهم أيضا بعد إعلان نائب وزير الخارجية الأمريكي اليوم رسميا تشجيع الاستثمار الأمريكي في الصحراء المغربية؟”.
وكتب في تدوينة له، “هذا القرار الذي يشكل تنزيلا فعليا للاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على صحرائه”.
وخلص وليد كبير إلى القول: “نصيحة”… قل لهم يا عطاف: ملف الصحراء المغربية سيعرف تحولا تاريخيا وسيدخل مرحلة جديدة عنوانها: الحل السياسي في اطار سيادة المغرب على أراضيه وأرمي المفاتيح وروح ريح في دارك”.
هذا ما دار بين بولس دي ميستورا
يقترب حسم مغربية الصحراء داخل أروقة الأمم المتحدة من نهايته، ذلك ما تؤكده مستجدات هذا النزاع الذي طال أمده.
يأتي ذلك على بعد أسابيع، من تقديم المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا، إحاطته السنوية إلى الأمم العام الأممي، حول تطورات الملف على المستويين السياسي والعسكري.
ففي أكتوبر المقبل، سيعقد مجلس الامن الدولي، دورة خاصة بهذا النزاع المفتعل، حيث ستعرض من جديد على أنظار المجلس، جرائم مسلحي البوليساريو بحق السلام في المنطقة، وخرق قرار وقف إطلاق النار بقرار سياسي وعسكري من الجزائر .
وفي هذا الصدد، من المرجح تمديد ولاية بعثة المينورسو ، وإجراء متغيرات على حجم وتسمية هذه القوات الأممية.
ذلك ما كشف عنه إلى حد كبير مسعد بولس مستشار الرئيس الأمريكي ترامب، عقب لقائه قبل ساعات المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، ستافان دي ميستورا.
يقول مستشار الرئيس الأمريكي في منشور له على منصة (X): “سعيد بمواصلة الحوار الذي جمعني سابقا مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، سعادة ستافان دي ميستورا”.
وتابع، “وقد تطرقنا هذه المرة إلى موضوع تجديد ولاية بعثة المينورسو”.
وقال، “إن موقف الولايات المتحدة راسخ، إذ ترى أن الحكم الذاتي الجاد في إطار السيادة المغربية هو السبيل الوحيد للتوصل إلى حل عادل ودائم وموصى به من قبل الأطراف كافة لقضية الصحراء الغربية، حل كفيل بتحقيق الازدهار والسلام والاستقرار في المنطقة”.
وجاء في تعليق للمحلل السياسي الجزائري وليد كبير، على مضمون تغريدة المسؤول الأمريكي،”تطرق مسعد بولس للنقطة المتعلقة ببعثة المينورسو إشارة إلى إمكانية إجراء تعديلات جوهرية حول تسميتها ومهامها بما يتماشى مع الموقف الأمريكي الداعم لخطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية”.
وأضاف كبير ، “أي أن تجديد ولاية البعثة الاممية في الصحراء، سيكون مرهونا بتلك التعديلات ضمن مشروع قرار سيعرض على مجلس الامن للتصويت نهاية شهر أكتوبر المقبل”.
وفي إعتقادي يضيف وليد، “أن المغرب سيضمن بأريحية تصويت أغلب أعضاء مجلس الأمن على المشروع الجديد”.
وخلص المحلل السياسي، وليد كبير إلى القول: “هي تطورات متسارعة توحي بأن ملف الصحراء إقترب من نهايته التي ستكون حتما لصالح عدالة قضية المغرب والسلام والاستقرار في المنطقة”.
