Le12.ma – رشيد الزبوري

يحبس العالم منذ مطلع السنة الجارية أنفاسه، بعد أن زادت الأبصار بين شاشات وسائل الإعلام، ليعيش الجميع بين القلق و الرجاء والأمل .

يترقب الكل “ألكسندر فليمنغ” لينصبوه بطلا عابرا للحدود والأديان والطوائف والسياسة.

فما قصة “ألكسندر” الذي تبحث عنه مختبرات العالم لنسخة منه.

 “ألكسندر فليمنغ” من أبوين مزارعين، باسكتلندا، ولد سنة1881، كان شغوفا بالطب، ويحلم أن يكون جراحا عالميا.

في جامعة لندن سنة 1908، حاز على الميدالية الذهبية كأفضل طالب طب، لكن تعيينه في مختبرات تلقيح بشكل موقت، داخل مستشفى سان ماري، جعلته يتنبأ بمستقبل عظيم ينتظره في علم الجراثيم.

بالصدفة، تخلى عن فكرة طبيب جراح، ستسعد العالم وتنقده. كان “ألكسندر” يخدم في  إحدى الوحدات الطبية خلال الحرب العالمية الأولى، بكى كثيرا وهو يشاهد الجنود و المدنيين يموتون جراء التهاب الجروح.

لاحقا، انتشرت الأنفلونزا الإسبانية، وبدأت تحصد الملايين من البشر، و عاد الطاعون إلى نشاطه خلال وبعد الحرب العالمية في عدة دول.

بدأ العالم بأسره يتغير، هذا ما أدى إلى “ألكسندر” بأن ينعزل لوحده في مختبره، حتى يجد حلا، وبدأت مراقبته للنشاط الجرثومي وسلوكه تحمل البشائر.

سنة 1928، أغلق مختبره وذهب في إجازة مع العائلة، وعاد بعد شهر وغضب بسببه إهماله بعد أن تعفنت إحدى مزارع البكتيريا نتيجة تسلل الهواء، تولدت العفن حولها، ليقف القدر مع “ألكسندر” لحظة تاريخية في حياة البشرية، ليكتشف “البنسلين” وبداية عصر المضادات الحيوية.

لم يهتم الكثيرون بهذا الاكتشاف في البداية، حتى أدرك العالمان” هواي بلوي” و “إنسجين” أن “ألكسندر فليمنغ” صنع التاريخ.

تغير وجه الطب والعلاج وسار” البنسلين” أمل الحياة الذى نصب “ألكسندر فليمنع” بطلا فوق العادة.

نال جائزة نوبل عام 1945، بعد ان جعل الأوبئة البكتيرية مجرد أمراض عادية تحت السيطرة لما في ذلك الطاعون. كرمته الكثير من الدول والحكومات والمنظمات في العالم، وتوفي عام 1955، بعد أن صار خالدا في صفحات التاريخ.

اليوم، وخلال محنة كورونا، ربما سيكون في مختبر ما، طبيب أو عالم ما، على موعد ليزاحم ثمثال الحرية في نيويورك و سور الصين العظيم و برج إيفيل في فرنسا و برج بيزا بإيطاليا و ساعة بيغ بين بأنجلترا.

فمن سيجد علاجا لأسوأ جائحة يعيشها العالم ، لا بد أن يجد من تماثيل صناع الحروب والمشاهير و حتى رجال السياسة في العالم مجرد لوحات ثانوية أمام بطل موعود في زمن أصبح  فيه الخارج من لعنة كورونا مولود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *