القنيطرة: خاص

مثلما أثار الاعتداء الوحشي لمراهق قاصر على رجل مسن، يعد من قدماء تجار المركز التجاري “الخبازات” في القنيطرة، موجة غضب عارمة وسط تجار ومراتدي القلب التجاري للمدينة، كذلك أثار الحكم الصادر ضد المعتدي الكثير من الجدل، بحكم العقاب المخفف أولا، وبحكم ما انتهت إليه الخبرة الطبية، التي أكدت أن الضحية، لا يعاني من عاهة مستديمة، في حين أصبح الضحية حاليا بملامح مشوهة بفعل الجرح الغائر الذي أحدثه المعتدي في الجانب الأيمن من وجه الضحية، وكما تبين ذلك الصور المرفقة…

بالعودة إلى صور الاعتداء، يظهر الضحية بوجه “مفلوح” بضربة قضيب حديدي، كانت انتشرت كالنار في الهشيم في مواقع التواصل الاجتماعي، مرفقة بأشد عبارات الاستنكار والاستهجان لهذا الفعل الإجرامي المقيت، الذي يكشف الهوة الساحقة التي اندحرت إليها قاعدة واسعة من أبناء فئات المجتمع المهمشة، بعد سقوط مستويات التربية إلى الحضيض. كما أن صورة الاعتداء كانت من ضمن الصور، التي اعتمدها البسيج في تقريره المصور، الذي أنجزه في سبتمبر الماضي، عن حالة التشرميل في بلادنا…

ورغم هذه العاهة المستديمة، التي جاءت نتيجة إقدام الجاني، على مباغتة الضحية، الذي يملك محلا لبيع التجهيزات الإلكترونية المنزلية وسط “الخبازات”، بهذا الاعتداء، الذي جاء بسبب احتجاج الضحية على واقعة السرقة التي تعرض لها، وهو ما اعترف به الجاني في محضر الاستماع إليه من قبل الشرطة، وأيضا من قبل المحكمة، كما هو مثبت في محضر الحكم…

لكن الحكم، بحسب مراقبين، جاء مخيبا للآمال ولا يشجع على الردع. فالحكم أخذ بالاعتبار حالة المعتدي كتلميذ، وعاقبه بخمسة أشهر سجنا نافذا فقط، لكنه أضاف إلى الحكم ضرورة وضع المعتدي “10 أشهر تحت تدابير الحرية المحروسة مع تحميل واليه القانوني الصائر وتحديد مدة الإجبار في الحد الأدنى”، وتعويض مدني قدره 20 ألف درهم مع تحميل الولي  القانوني للحدث الصائر والإجبار في الأدنى”…

و بينما لم تندمل جروح الإعتداء بعد، غادر المتهم السجن، لتبدء  قصة أخرى في محنة الشيخ مع المراهق، اضطرته التوجه إلى الشرطة لإخبارهم بما يتعرض له من تحرشات، خاصة أن المراهق حسب منطوق الحكم، يخضع لـ”تدابير الحرية المحروسة”..

ليستمر الإستفزاز في إنتظار تدخل القانون 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *