بعد ورطة  مساندته وحزبه خرجاتهم غير المرخصة، التي أنهت يومها الرابع، بأحداث إجرامية، طل عيد الاله إبن كيران ليلا على جيل Z بنداء وقف الاحتجاج

الرباط- جريدة le12

سارع  عبد الاله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية خلال الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء إلى مطالبة ما سماهم با”المسؤولين”، على إحتجاجات جيل Z، بوقف نداءات النزول إلى الشارع. 

وقال إبن كيران، في تسجيل مصور عاينته جريدة le12.ma، إن الاحتجاجات خرجت عن الطابع السلمي، عندما سجلت اعتداءات على القوات العمومية وتخريب الممتلكات العمومية والخاصة.  وجدد ابن كيران، تأكيد مساندته وحزبه لإحتجاجات جيل Z، ودعواتها لتحقيق مطالب إجتماعية. 

يذكر أن خرجت ابن كيران، أعقبت إجتماعا للأمانة العامة لحزبه، والتداول في الاحداث الإجرامية التي تخللت إحتجاجات مراهقين عن جيل Z. 

يذكر أن بيان منسوب لشباب جيل Z، أعلن تبرؤه من الاحداث الإجرامية التي عرفتها عدد من المدن، والشعارات التي رفعت من قبيل «إسقاط الحكومة» والاعتداء على السلطات.

وجدد البيان المذكور، مطلب ما وصف بحراك جيل Z،  المختزل في ثلاثة مطالب ( الصحة، التعليم ، التشغيل). مؤكدا أنه بريئ من كل إحتجاج غير سلمي، وأي مطالب خارج ما ذكر. 

وخرج، الأحد، حزب العدالة والتنمية ببيان حول احتجاجات شباب جيل “Z” حمل فيه الحكومة الحالية كامل المسؤولية عن تفاقم الأوضاع الاجتماعية. 

لكن ما غفله الحزب، أو تغافل عنه عمدا، هو أن هذه الاحتجاجات ليست سوى النتيجة الطبيعية لتدبيره الكارثي لعقد كامل من الزمن.

فالبيجيدي، الذي يتحدث اليوم عن الحق في الصحة والتعليم والسكن والشغل، هو نفسه الذي أشرف على ضرب منظومة الوظيفة العمومية عبر سياسة التعاقد، وراكم الأزمات في قطاع التعليم، وترك المستشفيات تنهار تحت ضعف التجهيز وقلة الموارد البشرية. 

وهو الحزب الذي وقع على قرارات قاسية مثل تحرير أسعار المحروقات، ما فتح الباب أمام غلاء المعيشة وتآكل القدرة الشرائية للأسر المغربية.

جيل “Z” الذي خرج اليوم إلى الشارع، هو بالأساس نتاج سياسات العدالة والتنمية التي لم توفر لا تكوينا مهنيا يفتح آفاق المستقبل، ولا مناصب شغل تحفظ الكرامة. 

هو جيل عاش الجزء الأكبر من طفولته ومراهقته في ظل حكومات بنكيران والعثماني، فوجد نفسه اليوم يصرخ في وجه واقع اجتماعي مسدود.

بيان الحزب إذن ليس سوى محاولة للهروب من المسؤولية التاريخية، وارتداء جلباب المعارضة بعد أن قضى 10 سنوات عجاف في الجلوس على كرسي السلطة دون أن يترك وراءه سوى أزمات متراكمة. 

فالاحتقان الاجتماعي الحالي ليس وليد اليوم، بل هو تراكم عقد من السياسات العشوائية والقرارات اللاشعبية التي وقع عليها وزراء “المصباح” بأيديهم.

إن أكبر مفارقة يعيشها المغرب اليوم هو أن الحزب الذي صنع الأزمة، وعمق جراح المجتمع بقراراته، هو نفسه الذي يقدم نفسه كمدافع عن الحقوق الاجتماعية. 

والحقيقة أن بيان العدالة والتنمية لا يملك أي قيمة سياسية، ما لم يسبقه اعتراف واضح وصريح بمسؤوليته التاريخية عن إنتاج هذا الواقع، ومسؤوليته الأكبر عن تفجير غضب الشباب الذي لم يعد يثق في الوعود ولا في الشعارات.

وإذا كان حزب العدالة والتنمية يظن أن تدوينة أو بيانا مكتوبا بخط واضح يمكن أن يمحو عشر سنوات من الإخفاقات، فهو مخطئ.

فالأجيال التي خرجت إلى الشوارع لا تشتري الدموع السياسية ولا تتأثر بالشعارات الفارغة. 

جيل “Z” يعرف جيدا من زرع أزماته، ومن جعل المواطن يحلم بحقه في التعليم والصحة والسكن كما لو كان حلما وليس حقا . 

وفي الوقت الذي يواصل فيه “المصباح” ترديد خطابات المسؤولية المفترضة عن الحكومة الحالية، يظل الواقع شاهدا صامتا على سنوات من القرارات التي أنتجت الاحتقان، والبطالة، والغضب، وأعلنت نهاية زمن الكلام الفارغ والسياسات الهلامية.

والواقع أن ما يشهده المغرب اليوم من عمليات إصلاحية كبرى ليست سوى محاولات لترميم الأخطاء الكارثية التي ارتكبتها حكومة بنكيران والعثماني، والتي استنزفت سنوات من الزمن بلا أي رؤية واضحة. 

المشاريع المؤجلة، السياسات العشوائية، والإهمال المتعمد للقطاعات الحيوية،.. تركت الحكومة الحالية تواجه أرث أزمة مركبة ومعقدة.

لقد باتت كل خطوة إصلاحية مرتبطة بمحاولة تصحيح مسار أُفسد لعقد كامل، أشبه بإعادة بناء جديدة لا ترميم فقط.

 لذلك فالشباب الغاضب في الشوارع ليس سوى انعكاس طبيعي لهذا التراكم من الإخفاقات، التي جعلت من الحقوق الأساسية حلما يتحقق بسرعة تراها الحكومة تراعي التوازنات والإكراهات، وتراها إحتجاجات جيل Z، ثقيلة التنزيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *