كازا: ع.ش

ترقى في سلالم الوظيفة بمديرية الأمن الوطني وهو اليوم والي أمن، يرأس المنطقة الأمنية الأكثر ازدحما ومشاكل، حيث توجد التجمعات السكنية الشعبية بكل من أهل لغلام والبرنوصي وأناسي وتمتد على مساحة كبيرة، عرفت الضبط والربط منذ توليه مهمة السهر على شؤون المواطنين أمنيا، كما عرفت بتطبيق صارم لسياسة الإدارة العامة في ما يخص الشق المتعلق بلي فرط يكرط، وهو الأمر الذي جعل الفكاك، غير مقبول لدى الموظفين المتقاعسين أو المهملين، ومحبوب عند أقرانهم ممن يحبون العمل ويضعونه في مرتبة العبادة..

فالرجل هكذا كان وهكذا عرف في كل المناصب التي تولاها، وآخرها المحمدية، التي لازال المواطنون يذكروه بها، لما خلفه من صدى كبير في عدم التهاون ليس فقط في محاربة الجريمة والمجرمين، بل حتى في مواجهة رجال الأمن التابعين له في حال إخلالهم بالتزاماتهم.

عبد الغني الفكاك، لا يتسامح مع من رفض استقبال مواطن والاستماع إليه وحاول التملص من مهامه عن طريق عبارة سير دير شكاية عند وكيل الملك، ولا ينام في حال وقوع جريمة داخل نفوذه الترابي إلا بعد حل لغزها، ولا يستسيغ تأخر الموظفين في الالتحاق بعملهم في التوقيت.

شخصية لا تجلس على الكرسي، عند التنصيب في منطقة ما، إلا بعد التجول جيدا في الشوارع والأزقة والإلمام بالنقط السوداء وأسماء الأحياء، يبدو بعينيه الزرقاوين، كصقر من صقور الأمن، لا تفوته مهمة دون أن يكون له رأي فيها، ولا حملة دون أن يتابع نتائجها، فالمردودية عنده شيء مقدس.

كل هذه الأشياء جعلت عبد الغني فكاك، غير مقبولا لدى المتقاعسين والجبناء ممن اختاروا الغوض في الماء العكر والكتابة الكيدية من وراء البحار، حتى لا تطولهم أيادي القصاص لعلمهم أن ما يكتبونه لا دليل عليه، وأنهم لم يجدوا من وسيلة إلا الإدعاء ونسج قصص من الخيال، فالغيور حقا من يبلغ عن الجريمة ساعتها، وليس من يؤلف قصصا خبيثة تعكس ما يعانيه من مرض.

نقول  هذا وليس الجريمة، قد إنمحت من”الطيرطوار”، لكنها، في حدود المعدل الوطني أو أقل، طالما أن الجريمة وجدت منذ أن وجدت البشرية، حيث قتل قابيل شقيقه الاصغر هابيل وكانت أول جريمة فوق الأرض..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *