تقي الدين تاجي

في الوقت التي تدّعي ألمانيا الدفاع عن الحق في حرية الرأي التعبير وتصرّ، من هذا المنطلق، على إيواء الإرهابي الفارّ محمد حاجب على أراضيها وترفض تسليمه الى المغرب بحجة حقه في التعبير عن آرائه كـ”معارض وناشط سياسي”، كشفت وثائق مسرّبة من داخل هيئة الإذاعة الألمانية “دويتشه فيله”، الممولة من الخارجية الألمانية، ممارسة سلطات البلاد تضييقا شديدا على صحافييها، من خلال إعطائهم تعليمات صارمة بالامتناع، بشكل تامّ، عن انتقاد إسرائيل أو الإشارة اليها كدولة احتلال، إضافة إلى الزامهم بوصف عناصر المقاومة الفلسطينية بـ”الإرهابيين” وعدم وصف المستوطنين بالمتطرفين.

وأكدت المراسلة الداخلية الموجهة للصحافيين، والتي تتوفر “le12.ma” -عربية على نسخة منها، “أهمية إسرائيل بالنسبة لألمانيا و”دويتش فيله” وأن المسؤولية تقع عليهما في الدفاع عنها وعن حقها في الوجود.

وامتد تضييق الهيئة الإعلامية الألمانية المذكورة وتقييدها لحرية الصحافية إلى حد توجيه الصحافيين والمذيعين إلى “إيقاف وإسكات كل الضيوف الذين قد يتحدّثون عن أي شي يشير إلى الكراهية أو العنصرية أو معاداة السامية أو الإسلاموفوبيا خلال مرورهم في برامجها المبثوتة في مختلف منصاتها.

وطالبت إدارة الهيئة الإعلامية المذكورة عمل “سكرين شوت” وإرساله إلى الإدارة، في حال تجرّؤ أي من صحافييها على مخالفة التعليمات المذكورة، ولو في صفحته الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل اتخاذ الإجراءات التأديبية في حقه أو فصله عن العمل.

في المقابل، ورغم الخطابات التحريضية اليومية التي ينشرها الإرهابي محمد حاجب، من خلال قناته في “يوتوب”، لم تحرك السلطات الألمانية ساكناً ، معتبرة أن ذلك يندرج في نطاق حرية التعبير المكفولة بموجب القانون ألماني.

وكان رئيس اتحاد الصحفيين الألمان قد نبّه، مطلع الشهر الجاري، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من ماي 2021، إلى “تضاعف أعمال العنف خمس مرات خلال عام واحد”، معتبرا أن “حرية الصحافة تواجه مشكلة خطيرة في ألمانيا”. وتابع قائلا “يجب ألا يصبح التعصّب وكراهية الأصوات المستقلة واستخدام العنف ضد جميع من يتبنّون آراء مختلفة أمرًا مقبولًا اجتماعيا في بلدنا.. الأوساط السياسية والشرطة والمجتمع المدني مطالبون بالدفاع عن حرية الصحافة”.

وارتباطا بالموضوع، قالت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الاندماج، أنيتا فيدمان -ماوس، في تصريحات لصحيفة “راينيشه بوست” الألمانية، أول أمس السبت، “إن الكراهية والتحريض والعنف ضد الاسرائليين والرموز والمنشآت اليهودية غير مقبولة على الإطلاق ولا يمكن تبريرها أبدا.. الحق في التظاهر وحرية التعبير ينتهي حيثما تبدأ كراهية إسرائيل”!

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *