مراكش -جلال الحسناوي

 

تفاجأ المتابعون للشأن الفني في بلادنا، وبخاصة الذين يتابعون السلسلة الفكاهية “البهجة ثاني”، بالمستوى الفني الذي أصبح عليه الفنان الكوميدي محمد الخياري، بعد سنوات من الصقل والتطوير لتجربة أصبحت اليوم تشكل مرجعا مهمّا في مجال الفكاهة المغربية. ومن منا لم يستمتع بما قدمه الخياري في السنوات الماضية من أعمال مازالت حتى اليوم تستقطب المشاهدين في موقع”يوتوب”.

 

وبالعودة إلى الظهور المميز لمحمدالخياري في سلسلة “البهجة ثاني”، الذي أخرجته صفاء بركة وأنتجته “ديسكو نيكتد” ونفذ إنتاجه خالد نقري، فقد ظهر بصورة جديدة غير التي اعتاد جمهوره أن يراه فيها وهو يقود بطولة هذه السلسلة بامتياز. وتغير الخياري كليا في أدائه وحتى في “اللوك”، بل قام بتجديد كبير في الشخصيات التي تقمص وأظهر إمكانات كبيرة في الفكاهة في سلسلة “البهجة ثاني”، بعد ظهوره الملفت في العمل السابق “طاكسي أبيض”.

وظهر الخياري بشعره الأبيض، بدون مركب نقص وأجرى تغييرا كبيرا في أدائه وخرج من تلك النمطية، بل جدد وطور تجربته وجسّد بإتقان شخصية “حدو”، التي تحمل العديد من الرسائل ببعد فكاهي طريف، بعيدا عن الخياري الذي شاهدناه في الأعمال السابقة، وكأننا أمام خياري آخر.

وقد تغيّرت شخصية “حدو” التي يجسّدها محمد الخياري وتطورت كثيرا، ففي الوقت الذي كان في الجزء الأول مع “بناته”، يمتعنا الخياري في الجزء الثاني بأحداث ومواقف وقفشات هو مبدعها، كما عودنا في أعماله السابقة، إذ يشكل قيمة مضافة للسيناريو.

وتواصل السلسلة الكوميدية المتميزة “البهجة ثاني” تألقها مع المخرجة الشابة صفاء بركة على القناة الثانية مع انطلاقة موسمها الثاني، المليئ بالفكاهة والمشاجرات المفعمة بالدعابة، إذ تغيرت كثير من الأشياء في هذا الحي بالمدينة القديمة لمراكش، فقد التحق بالحي سكان جدد مصطحبين معهم حسهم الفكاهي وخيالهم الواسع الذي لا يخلو من روح الطرافة والدعابة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *