تُجمع تحليلات قواعد الذكاء الاصطناعي، على إيجابية هذه الخطب،( خطب الجمعة ) ولكنها تتساءل عن مقدار الوقع والتأثير، إذ يغيب عنها أن التأثر هو مسئولية المتلقي، وأن التبليغ الميداني كما يحضر له العلماء يتضمن المتابعة عن قرب إسوة بالمنهاج النبوي».
غيثة الباشا – le12
ألقى وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أمس الخميس في مسجد حسان في الرباط،كلمة بين يدي جلالة الملك، قدم فيها حصيلة أنشطة المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية، قبل أن يقدم لجلالته التقرير المتعلق بهذه الحصيلة.
وقال التوفيق، في كلمته، إن “إحياء ذكرى مولد جدكم المصطفى الأمين عليه أفضل الصلاة وأزكي التسليم يقترن بمرور خمسة عشر قرنا على ميلاده نورا للعالمين، وقد تفضلتم بإصدار أمركم السامي إلى المجلس العلمي الأعلى بأن يجعل هذه السنة في مملكتكم الشريفة حافلة بموضوعين، موضوع يتعلق بسيرته، وموضوع يتعلق برسالته”.
وأشار الوزير إلى أن ما يجري في المملكة في جانب التأطير الديني، بمبادرة العلماء، مشروع يطمح إلى آفاق كونية، مضيفا أن “العلماء يعتبرون توفر شروط التبليغ برعاية إمامتكم فرصة مواتية لاقتراح نموذج شامل في الفهم يستمد من النموذج النبوي”.
وفي هذا الصدد، ذكر التوفيق بأن المجلس العلمي الأعلى، في بداية هذه السنة، دعا إلى لقاء نوعي غير مسبوق مع ثلة من كبار المنخرطين في التنمية ليجيبوا بأبحاثهم عن مدى حاجة التنمية إلى وازع القرآن.
وأضاف الوزير أن هذا “اللقاء فتح باب الحوار في الموضوع الذي يليق بأن يكون الهم المشترك للجميع، وهو تحقيق الحياة الطيبة بما وصف الله لها من شروط”.
وقال إن« العلماء، يا مولاي، يعتبرون أن توفر شروط التبليغ برعاية إمامتكم فرصة مواتية لاقتراح نموذج شامل في الفهم يستمد من النموذج النبوي».
ولذلك يشرح الوزير، «دعا المجلس العلمي الأعلى، في بداية هذه السنة، إلى لقاء نوعي غير مسبوق مع ثلة من كبار المنخرطين في التنمية ليجيبوا بأبحاثهم عن مدى حاجة التنمية إلى وازع القرآن، بناء على القول المنسوب للخليفة عثمان: “يزع الله بالسلطان ما لا يزع بالقرآن”،
وتابع ، ” المقصود ب”وازع السلطان” هو تدخل مختلف الجهات المسئولة بالمال والتدبير والحماية القانونية، بينما المقصود ب”وازع القرآن” هو التبليغ المؤثر الذي يجعل المتدين يحاسب نفسه أمام الله على ما ينبغي فعله وما ينبغي تركه، وقد فتح هذا اللقاء باب الحوار في الموضوع الذي يليق بأن يكون الهم المشترك للجميع، وهو تحقيق الحياة الطيبة بما وصف الله لها من شروط.
ويكشف الواقع الحالي يورد الوزير ” عن أمرين: أولهما أن ضعف التدين، على أساس السلوك، بارز في ما هو مرصود بمؤشرات الإحصاء، وثانيهما أن كلفة تدخل الدولة لإصلاح الحياة في هذا الوضع كلفة تزداد كل عام فداحة».
ومن هنا الحاجة الماسة والملحة، يؤكد الوزير« إلى تقوية وازع القرآن بتبليغ مسدد مبين يقتضي يقظة شاملة تعم الناس جميعا، ويستحضرها، على الخصوص، المسئولون عن التنمية بمختلف أنواعهم ومواقعهم، يقظةَ ضمير تحرسها الأخلاق ويصحح بها النظر إلى الدين، لا على أنه مجرد جزء من الحياة، بل على أنه نظام الحياة في شموليتها، وذلك على أساس فهم رباني لقضيتين جوهريتين، هما قضية الحرية وقضية المسئولية».
ومن تباشير الفلاح، يقول المسؤول الحكومي،«أن الناس بدأوا يظهرون اهتماما أكبر بخطب الجمعة المقترحة ضمن خطة التبليغ، وتُجمع تحليلات قواعد الذكاء الاصطناعي على إيجابية هذه الخطب، ولكنها تتساءل عن مقدار الوقع والتأثير، إذ يغيب عنها أن التأثر هو مسئولية المتلقي، وأن التبليغ الميداني كما يحضر له العلماء يتضمن المتابعة عن قرب إسوة بالمنهاج النبوي».
، ومما يزيد في الإقناع بهذه الخطة أنها، يؤكد « بتأصيلها في القرآن هي سبيل المسلمين لتحقيق النموذج المطلوب منهم، وهو أن يكونوا خير أمة تخرج للناس، بينما العالم حولهم، وهو يواجه مختلف أزمات السلوك، قد أخذ يراجع اقتراحات الأنماط التي اهتدى إليها على أساس تجاربه التاريخية المنقطعة عن الوحي».
