​في ليلة امتزج فيها عبق التاريخ باستشراف المستقبل، وبصم المغرب مرة أخرى على قدرته الاستثنائية في إبهار العالم، شهد حفل افتتاح كأس أمم إفريقيا لوحة فنية أسطورية جسدت شموخ مملكة الحضارة والتاريخ.

لم يكن مجرد افتتاح لبطولة رياضية، بل كان إعلاناً صريحاً عن بزوغ فجر جديد للقارة السمراء تحت قيادة ورؤية الملك محمد السادس، حيث توحدت القلوب والهتافات لترسم صورة مغرب شامخ يعتز بهويته وينفتح على محيطه القاري والدولي بكل ثقة واعتزاز.

​سحر البداية.. عندما تتحدث الأرض لغة الفن

​منذ اللحظات الأولى، حبست الأنفاس أمام مشهديات بصرية استُخدمت فيها أحدث تكنولوجيات العرض لتروي قصة شعب يضرب بجذوره في أعماق التاريخ.

الافتتاح قدم توليفة ساحرة بين التراث الأصيل والمعاصرة المشرقة، حيث تعانقت ألوان الزليج المغربي مع إيقاعات إفريقية حديثة لترسل رسالة مفادها أن المغرب هو الجسر والملتقى الحضاري الدائم.

كل زاوية في الملعب كانت تنطق بالفخر، فالتنظيم المحكم والجمالية الفائقة في العروض والأجواء الحماسية التي أشعلت المدرجات أكدت للجميع أننا أمام أنجح دورة في تاريخ المسابقة بلا منازع.

​مملكة الطموح.. من الحاضر المشرق إلى المستقبل الواعد

​إن ما عاشه العالم اليوم في حفل الافتتاح هو ثمرة رؤية ملكية متبصرة جعلت من الرياضة قاطرة للتنمية الشاملة.

ففي مملكة محمد السادس، لا تُبنى الملاعب فحسب، بل تُشيد صروح من الثقة والتميز تعكس إرادة قوية في الريادة.

وتتجلى أسباب نجاح هذه النسخة في توفر بنية تحتية بمعايير عالمية تضاهي أكبر الملاعب الأوروبية، إلى جانب الروح المغربية الأصيلة التي تتجسد في دفء الاستقبال وكرم الضيافة، بالإضافة إلى الاحترافية والدقة المتناهية في التدبير اللوجستيكي والأمني التي تليق بسمعة المملكة ومكانتها الدولية المرموقة.

​أجواء احتفالية تخطف الألباب

​الجماهير المغربية والإفريقية رسمت لوحة مكملة لجمال الحفل، حيث اهتزت جنبات الملعب بالأهازيج التي توحدت فيها القلوب قبل الأصوات في مشهد إنساني مهيب.

هذه الأجواء الاستثنائية تعطي مؤشراً واضحاً على أن التنافس فوق المستطيل الأخضر سيترافق مع عرس جماهيري غير مسبوق، ليُكتب التاريخ بأقدام اللاعبين وبصمة المنظمين المغاربة الذين برهنوا للعالم أن المستحيل ليس مغربياً.

لقد أثبت المغرب اليوم أنه ليس مجرد مستضيف، بل هو قائد قادر على رفع سقف التوقعات عالياً وتقديم نسخة ستظل محفورة في ذاكرة الأجيال.

إدريس لكبيش/ Le12.ma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *