شهدت المملكة المغربية في الآونة الأخيرة انعطافتين تاريخيتين، رسختا مكانتها كقوة صاعدة على الساحتين الدولية والرياضية.

ففي غضون 10 أيام، انتقل المغرب من فرحة الإنجاز الكروي العالمي إلى فرحة الاعتراف الدبلوماسي الأممي، مؤكداً علو كعبه في المجد الدبلوماسي والكروي على حد سواء.

الفرحة الكروية.. أسود الأطلس يسطرون التاريخ

لم تكن فرحة المغاربة عادية وهم يشاهدون منتخب الشباب تحت 20 سنة يتوج بطلاً لكأس العالم للشباب 2025 في تشيلي، في إنجاز هو الأول من نوعه في تاريخ الكرة المغربية والأفريقية بعد غانا.

فوز “أشبال الأطلس” على منتخبات عريقة مثل الأرجنتين في النهائي، بعد إزاحة إسبانيا والبرازيل وفرنسا، لم يكن مجرد تتويج رياضي، بل كان رسالة قوية عن الاستثمار في الشباب ونجاح “النظام الكروي المغربي” الذي يتبنى رؤية ملكية متكاملة.

هذا التتويج، الذي جاء في سياق تنظيم المغرب لكأس إفريقيا 2025 ومشاركته في تنظيم كأس العالم 2030، أكد مكانة المغرب كقوة كروية عالمية، وشدد على أن الرياضة أصبحت قوة ناعمة ودعامة أساسية لتعزيز الحضور الوطني في المحافل الدولية.

الإنجاز الدبلوماسي.. الحكم الذاتي يترسخ في مجلس الأمن

بعد فترة وجيزة من بهجة التتويج الكروي، استقبل المغرب إنجازاً لا يقل أهمية على المستوى السياسي والدبلوماسي.

فقد اعتمد مجلس الأمن الدولي قراراً “تاريخياً” يرسخ مكانة مبادرة الحكم الذاتي المغربية للصحراء كالحل الوحيد والجاد والواقعي للنزاع الإقليمي المفتعل.

هذا القرار الأممي لم يكن مجرد تجديد لولاية بعثة “المينورسو”، بل كان اعترافاً دولياً واضحاً بالمنطق المغربي، ليؤكد على القوة والفعالية والدينامية التي أصبحت تميز الدبلوماسية المغربية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.

القرار الذي رحب به العاهل المغربي بشدة، هو تتويج لمسار طويل من العمل السياسي الجريء والاستباقي الذي جعل العديد من القوى الكبرى تعترف بشكل صريح أو ضمني بسيادة المغرب على صحرائه.

تلاحم المجدين.. قوة ناعمة ورؤية ملكية موحدة

إن التزامن بين الفرحة الكروية والانتصار الدبلوماسي ليس مجرد صدفة، بل هو انعكاس لرؤية ملكية متكاملة تعتبر الرياضة والدبلوماسية وجهين لعملة واحدة تخدم الوحدة الترابية والتنمية الوطنية.

فالمغرب، اليوم، يثبت للعالم أنه قادر على تحقيق الانتصارات في جميع الميادين، مستخدماً الرياضة كجسر للتواصل العالمي، والدبلوماسية كدرع لحماية مصالحه العليا.

وبين ملعب سانتياغو وقاعة مجلس الأمن في نيويورك، يؤكد المغرب أنه يسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ مكانته كفاعل محوري إقليمياً ودولياً، وأن العمل الجاد والرؤية الاستراتيجية هما مفتاحا المجد والنجاح.

إدريس لكبيش / Le12.ma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *