جمال أزضوض
يشغل بال العديد من المغاربة، ممن يملكون أقارب من الجالية المغربية المقيمة في الدول الموبوءة بفيروس كورونا المستجد (Covid-19) مصير جثث المسلمين ضحايا هذا الوباء القاتل.
ويتساءل الكثيرين حول إمكانية لجوء هذه الدول كإسبانيا وإيطاليا وفرنسا إلى إحراق الجثث، الأمر الذي خلق مخاوف كثيرة في نفوسهم.
وفي هذا السيّاق، أصدر المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، بلاغا بدّد فيه مخاوف الجالية المغربية المقيمة بالدول الأوربية وآهاليهم في المغرب بهذا الخصوص.
وقال المجلس أنه “فيما يتعلق بالوفاة الطبيعية التي يتعذر معها نقل جثة الميت إلى البلد الأم كما كان معتادا من قبل، فإنه يجوز دفن الميت في البلد الذي توفي فيه في المقبرة العمومية، وخاصة في المقبرة التي خصص جزء منها لدفن أموات المسلمين”.
أما بخصوص ضحايا فيروس كورونا المسلمين، قال المجلس الأوربي للعلماء المغاربة، فإنه “يموت شهيدا إن شاء الله. وبالنسبة لتجهيزه بعد وفاته فإذا تعذر تغسيله بالطريقة العادية المعروفة، ولو بصب الماء على جسده بدون تدليك، فإنه يُيَمم إذا أمكن وإلا سقطت الطهارة بالكلية، ولا تسقط الصلاة بحال من الأحوال ولو غيابيا، ويكفن ولو من فوق لباسه الذي توفي فيه ويصلى عليه ويدفن”.
وزاد: “ومعلوم أن صلاة الجنازة فرض كفاية يقوم بها البعض ولو شخصا واحدا، ويدعو له جميع المسلمين ممن سمعوا بوفاته بالرحمة والمغفرة. والدعاء يصل إلى الميت أينما كان بإجماع العلماء”.
وطمأن المجلس المغربة قائلا:”يجوز شرعا أن يترك الميت وصية بنقل جثته بعد ذلك حيث يريد، عندما يتيسر الأمر في المستقبل، ويسمح قانون الدفن بذلك”.
ودعا المجلس الأوربي للعلماء المغاربة، إلى التكافل والتعاون مع جميع مكونات المجتمع في هذه الظروف العصيبة؛ وتقديم يد العون للمحتاجين؛ قائلا: “فالناس كلهم عباد الله، وأحب الناس إلى الله أنفعهم لعباده”.
