في خطوة تاريخية ستغير وجه كرة القدم في القارة السمراء، أعلن باتريس موتسيبي، رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (كاف)، عن حزمة من الإصلاحات الجذرية التي تهدف إلى عصرنة اللعبة والارتقاء بمستوى التنافسية الدولية للمنتخبات الإفريقية.
وخلال ندوة صحفية عقدت امس السبت بالرباط، كشف موتسيبي أن كأس الأمم الإفريقية ستنتقل رسمياً إلى نظام الإقامة كل أربع سنوات عوض سنتين، وذلك ابتداءً من نسخة عام 2028، في قرار يهدف إلى منح المنتخبات وقتاً كافياً للاستعداد وتخفيف الضغط المتزايد على الأجندة الدولية واللاعبين المحترفين في الدوريات الكبرى.
ولم يتوقف طموح “الكاف” عند تغيير توقيت البطولة القارية الأبرز، بل امتد ليشمل ثورة مالية وتنظيمية شاملة؛ حيث أعلن رئيس الهيئة الكروية عن رفع القيمة المالية لجائزة بطل كأس الأمم الإفريقية لتصل إلى 10 ملايين دولار أمريكي، مع تخصيص منحة دعم مباشرة بقيمة مليون دولار لكل اتحاد وطني إفريقي لتعزيز البنية التحتية المحلية.
كما زفّ موتسيبي خبراً انتظرته الكثير من الأوساط الرياضية، وهو إطلاق مسابقة “دوري الأمم الإفريقية” للمنتخبات، وهي بطولة مستحدثة تهدف إلى ضمان استمرارية المنافسات القوية طوال العام، وخلق موارد مالية إضافية تدعم خزائن الاتحادات الإفريقية وتساهم في تطوير المواهب الصاعدة.
وتأتي هذه التحولات الاستراتيجية لتعكس رؤية “الكاف” الجديدة في الموازنة بين المصالح الفنية للمنتخبات والمتطلبات التسويقية والمالية للأندية واللاعبين، حيث شدد موتسيبي على أن هذه الإصلاحات تندرج ضمن مخطط شمولي يروم وضع الكرة الإفريقية في مصاف القوى الكروية العالمية.
وتزامنت هذه الإعلانات الكبرى مع أجواء الترقب التي تعيشها العاصمة المغربية الرباط، التي تحتضن انطلاقة النسخة الخامسة والثلاثين من كأس الأمم الإفريقية مساء اليوم الأحد، بمباراة افتتاحية تجمع المنتخب المغربي بنظيره من جزر القمر على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله، لتكون هذه النسخة بمثابة الجسر الذي يعبر بالكرة الإفريقية نحو عهد جديد من الاحترافية والتميز.
رشيد زرقي / Le12.ma
