حسن العطافي

 

لا يهمني اطلاقا أن يستمر رونار أو يرحل.. لأن موضوع الرحيل أو البقاء ليس هو الأساسي.. إنه يُطرح عقب كل إخفاق لينشغل به الناس ليس رفقا بهم طبعا، بل لإخماد نيران النقد.

هناك جنود مجنّدون لإغراق الساحة بمثل هذه الأخبار للغرض نفسه، فالجامعة لها ذبابها “الاعلامي” والإعلام بريء من الذين يقدّسون دنيا الجامعة التي تتحمل مسؤولية تمييع الأجواء وبث التفرقة وإفساح المجال أمام الكسالى.

غدا أو بعد غد، ستفكّ عقدة ألسنة من باعوا المغاربة الوهم.. سيقال كلنا مسؤولون وكلنا… تحملوا المسؤولية وحدكم.. كونوا في المستوى مرة واحدة على الأقل واعترفوا بفشلكم وفشل مخططاتكم، بما فيها “الإعلامية”. تَحلّق حولكم الكسالى والأميون، لغويا ورياضيا، وحتى إنسانيا، وصدّقتم كذبكم، خانكم ذكاؤكم وأسأتم إلنيا.

فرّختم المحللين ووزّعتموهم على محلات الصوت والصورة والأكشاك الإلكترونية وأسأتم للإعلام والتحليل التقني وأوهمتم الناس بأن من يتحدثون صراحة هم أعداء النجاح..
قد أكون واحدا من أعداء النجاح في نظركم، العدو عرفناه، لكنْ أين هو النجاح؟

في الدول التي سبقتنا إلى الرياضة والإعلام، النجوم هم المدربون واللاعبون، أما أنتم فأصبحتم نجوم عصر إعلام “الماكينة”، الذي يجري تفريخه على الموائد وفي العلب، فخلنا معكم أن الوطن المعطاء لم ينجب سوى رجل واحد..
هو صاحب الحل والعقد، يحضر التدريب، يرابط في الفندق حتى ينام الجميع ي وي وي… حتى كدنا نسمع أبواقكم تردد أن الرجل إياه عرف نقط ضعف المنافس ورسم الخطة التي قادت إلى التأهل…

ما ارتكب من فظاعات باسم الإعلام وفي حقه وحق المغرب لا ينبغي السكوت عنه مهما كلفنا ذلك.. إذا وفقت الجامعة في شق وحدة الصف بعد المونديال فما تكسر يمكن إصلاحه بطريقة أخرى، وهذا الدور يمكن أن تلعبه النقابة، رغم اختلافي مع الطريقة التي أديرت بها الأمور في آخر مؤتمر..

لم يعد لدينا منتخب في الكان، أصبحنا نتوسل منتخبات وتدعمها إلى حين انتهاء هذه التظاهرة، فلا تحرمونا مما بقي من مهنة لا نعرف سواها.. كل من هبّ ودب يسترزق بالصحافة بعد سرقة المهنة من أصحابها.. الصمت هو خرم الإبرة الذي دخلت منه آفات كثيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *