إلياس زهدي -le12.ma
تستعدّ مدينة الصويرة -موغادور لاحتضان الدورة الـ22 لمهرجان “كناوة.. موسيقى العالم” من 20 إلى 23 يونيو الجاري.
وتتواصل الاستعدادات والترتيبات من أجل تهييء فضاءات العروض والاستقبال والمنصّات العمومية، فيما تعمل السلطات واللجنة التنظيمية على إعداد اللوجستيك الخاص بالدورة.
وقال أعضاء اللجنة التنظيمية، في تصريحات صحافية، إن هذه الدورة تكتسي أهمية خاصة في ظل توقّع اعتراف منظمة “يونسكو” (في اجتماع دجنبر المقبل) بالنمط الغنائي الكناوي “تراثا عالمي لاماديا”، عقب الطلب والملف اللذين قدّمتهما لها في الموضوع إدارة المهرجان والمنظمون.
وسيزيد هذا التصنيف من “يونسكو”، إن تم، الاعتراف بالفنّ الكناوي، كما سيزيد إشعاع المهرجان، ومن خلاله مدينة الصويرة التي دأبت على تنظيمه منذ 22 عاما، ليكون المهرجان بذلك سبّاقا إلى التعريف بالفن الكناوي كمكون أساس من التراث المغربي.
وقال المتحدثون أنفسهم إن دورة هذه السنة ستكون محطة للاعتراف بفنانين أخلصوا للفن والموسيقى العالمية وللتراث الكناوي ممّن وافتهم المنية مؤخرا، بتنظيم حفلات موسيقية وأنشطة فنية احتفاء بذكراهم. ويتعلق الأمر بكل من فنان الجاز العالمي وعازف البيانو الراحل (توفي في شتنبر 2018) رودي ويستون، الذي اشتهر بحبه للموسيقى الإفريقية والمزج بين “الجاز” و”كناوة”، والحائز على وسام الاستحقاق الفكري والاستحقاق الوطني من درجة ضابط، والذي أقام بطنجة مدة طويلة. وسينظم حفل فني احتفاء بذكرى هذا الفنان مع معرض صور خاصة وعرض شريط وثائقي حول مساره.
وفي السياق ذاته، سيتم الاحتفاء بذاكرة الفنان الكناوي الراحل المعلم السي أحمد العرايشي، الذي فراق الحياة في ماي المنصرم، والذي اشتهر بأدائه المتميز رفقة المعلم حْميدة بوسو.
كما تعدّ “ندوة الصويرة”، التي دأبت إدارة المهرجان على تنظيمها بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، من أهمّ محطات الدورة، وستتمحور ندوة هذه السنة حول موضوع ”قوة الثقافة في مواجهة ثقافة العنف”، التي ستنظم يومي 21 و22 يونيو الجاري، بتعاون مع جامعة محمد الخامس في الرباط وقناة تلفزية فرنسية، بمشاركة مهتمّين وباحثين مختصين من جنسيات مختلفة.
إلى جانب إقامة ما يقرب من 40 من عرضا وحفلة موسيقية، ستشهد الدورة الـ22 تنظيم ورشات فنية لفائدة الشباب وإقامات فنية ومعارض في مختلف فضاءات المدينة وفي فضاءات الاستقبال المختلفة، ومنها منصتان رئيسيتان للعموم وبالمجان (في ساحة مولاي الحسن وفي الشاطىء) وفضاءات للعزف والموسيقى الحميمية في “برج باب مراكش” و”دار لوبان” و”الزاوية”، مع العودة إلى التنشيط في “دار الصويري”، بعد ثلاث دورات لم يحتضن فيها أي سهرة أو نشاط للمهرجان.
كما يُنتظر، بحسب المهتمين والمتتبعين، أن تشهد الصويرة، طيلة الأسبوع الجاري وخلال أيام الأسبوع المقبل، رواجا اقتصاديا مهما بالنظر إلى تحولها إلى منطقة استقطاب وطنية ودولية لمئات الآلاف من محبّي وعشاق مهرجان “كناوة موسيقى العالم”.
