عبّرت الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان عن بالغ تعازيها لأسر ضحايا، فاجع فاس متمنية الشفاء العاجل للمصابين.

وأكدت الرابطة في بلاغ توصلت جريدة le12.ma، بنسخة منه، أن ما حدث يلامس عمق الإشكالات البنيوية التي يعرفها قطاع السكن والتعمير بالمغرب.

يذكر أنه وفق ما أفادت به السلطات المحلية لعمالة فاس، أسفر الحادث، في حصيلته الأولية، عن مصرع 19 شخصًا وإصابة 16 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، في واحدة من أعنف الكوارث السكنية التي عرفتها المدينة في السنوات الأخيرة.

وقالت الرابطة في بلاغها إن الحادث لا يمكن اعتباره واقعة معزولة، بل هو نتيجة مباشرة لهشاشة منظومة المراقبة وضعف الالتزام بالمعايير التقنية في البناء، إضافة إلى تفشي الغش والفساد في بعض حلقات منح الرخص وتتبع الأشغال.

وطالبت بفتح تحقيق قضائي وإداري عاجل وشامل لتحديد المسؤوليات في منح الرخص ومراقبة جودة البنايات، مؤكدة أن ربط المسؤولية بالمحاسبة يجب أن يشمل جميع المتدخلين دون استثناء، سواء كانوا تقنيين أو إداريين أو مهنيين.

ودعت الرابطة إلى تعزيز آليات المراقبة التقنية للبنايات قبل السكن وبعده، والتصدي للغش في مواد البناء وفي عمليات التشييد باعتباره جريمة تهدد الحق في الحياة، إلى جانب محاربة الفساد الإداري المرتبط بتراخيص البناء وغضّ الطرف عن الخروقات التي قد تؤدي إلى كوارث مشابهة.

وبخصوص الجانب الإنساني، شددت الرابطة على ضرورة تسريع عمليات الإنقاذ وانتشال المفقودين عبر دعم الإمكانيات اللوجستية والبشرية، إضافة إلى تحسين التنسيق بين السلطات المحلية والوقاية المدنية والمصالح الصحية لتأمين تدخل فعال وسريع.

واعتبرت أن حماية حياة المواطنين يجب أن تبقى أولوية قصوى وفقًا لما يكفله الدستور والمواثيق الدولية.

كما دعا البلاغ إلى ما اعتبره نوعًا من “الحداد الوطني غير المعلن”، مطالبًا القنوات العمومية بوقف بث برامج الغناء والرقص والمضامين الترفيهية خلال هذه الفترة احترامًا لمشاعر الأسر المكلومة. وطالبت الرابطة بتبنّي تغطيات إعلامية مهنية ومسؤولة، تراعي أخلاقيات المهنة وتبتعد عن الإثارة غير اللائقة.

واقترحت الرابطة إحداث لجان محلية لليقظة تُعنى بمراقبة البنايات القديمة والمهددة بالسقوط، إلى جانب إطلاق برنامج استعجالي لإعادة إسكان الأسر المتضررة، واعتماد خريطة وطنية محيّنة سنويًا للبنايات الآيلة للسقوط.

كما شددت على ضرورة إشراك المجتمع المدني والخبراء في صياغة سياسات السكن الآمن بالمغرب لضمان مقاربة شمولية ومستدامة.

وخلصت بلاغ الرابطة الموقع باسم الرئيس الوطني، إدريس السدراوي، إلى القول إن هذه الفاجعة يجب أن تكون نقطة انطلاق لإصلاحات عميقة في قطاع التعمير، حتى لا تتكرر مثل هذه الكوارث المؤلمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *