في تحول درامي لم يكن يتوقعه حتى أكثر مخرجي “تيك توك” جرأة، تحولت منصات التواصل الاجتماعي في المغرب من مُجرد ساحة لـ”التريندات” الراقصة إلى مسرح “الدموع التلفزيونية المُباشرة”!

إدريس لكبيش / Le12.ma

في تطور درامي لم يكن يتوقعه أشد المتشائمين من جيل الـ “VPN”، تحولت منصات التواصل الاجتماعي من ساحات لـ “التريندات” الراقصة إلى مسرح لعروض درامية من الطراز الرفيع.

على خشبة هذا المسرح، يتنافس نجمان من أساطير “الماضي” في المشهد السياسي المغربي: عبد الإله بنكيران، والوزير السابق محمد أوزين.

القضية المشتعلة هي ببساطة، احتجاجات “جيل Z“، هذا الجيل “المتمرد” الذي يطالب بأمور “تافهة” مثل الصحة، والتعليم، ومحاربة الفساد… وكأنه يطلب المستحيل!

المشهد الأول.. بنكيران.. دموع من “المرتبة الممتازة”

اندفع بنكيران إلى صدارة المشهد بخطابه البهلواني المعتاد، لكن هذه المرة أضاف إليه “نبرة البكاء الهادئ” التي تليق بـ “السياسي الأبوي الحنون”.

لم تكن مجرد دمعة عادية، بل كانت “دمعة ذات جودة عالية” مصنفة A+، انهمرت وهو يوجه اللوم للحكومة الحالية، وكأن حكومته السابقة كانت “سفينة نوح” التي أنقذت البلاد!

كانت رسالته للشباب واضحة: “أنا أشعر بمعاناتكم يا أبنائي! ولكن لا تحتجوا الآن، انتظروا حتى أعود أنا وحزبي لنحتج معكم بشكل منظم ومؤطر، بعد أن نفوز في الانتخابات القادمة بالطبع!”

لقد كانت هذه الدموع أشبه بـ “حملة انتخابية سريعة”، محاولة يائسة للركوب على موجة الغضب الشبابي، لكن “جيل Z” يرى هذه الدموع على حقيقتها: فلتر “سناب شات” قديم لا يمكن أن يخدع أحداً.

المشهد الثاني.. أوزين.. بكاء على “أطلال الملعب”

أما المنافس الدرامي اللدود، محمد أوزين، فكان أكثر “مهارة” في الأداء العاطفي.

بعد سنوات من “التيه” السياسي، وجد أوزين أن أفضل طريقة للتواصل مع جيل لا يعرفه هي أن يتقمص دور “الكادح الذي عانى”، وكأن مسيرته السياسية كانت مجرد “كابوس جميل” مرّ به من أجلنا!

لا يمكن أن ننسى أن أوزين كان دائماً شخصية مرتبطة بـ “الدراما الرياضية” الشهيرة، وها هو اليوم يعود بـ “دراما اجتماعية” جديدة.

دموعه لم تنهمر على الفقر والبطالة بقدر ما انهمرت على “الإرث السياسي الجميل” الذي ضاع منه.

رسالته الخفية للشباب تقول: “أنا لست مثلهم! أنا… أنا أفهمكم! حتى لو لم أستطع حل مشكلاتكم، سأبكي معكم لأثبت لكم أنني لست سياسياً منزوع الإحساس!”

“جيل Z” يرد.. شكراً على العروض!..

بينما كان السياسيون يتنافسون على لقب “الأكثر تأثراً”، كان الشباب ينشرون ميمات ساخرة، ويستعملون الفيديوهات القديمة لتذكيرهم بالوعود المنسية وبتاريخهم السياسي.

هذا الجيل يدرك جيداً أن “الدموع” في السياسة هي كالـ “الفلتر” في الصور، مهمتها تجميل الواقع لفترة مؤقتة.

هم لا يريدون عواطف زائفة من جيل “الكرسي المتحرك” السياسي، بل يطالبون بحل عملي: “أوقفوا البكاء، وابدأوا العمل!”.

إنها معادلة بسيطة: الغضب الشبابي حقيقي، أما دموع السياسيين، فربما تحتاج إلى “مكياج خاص” قبل أن يتمكنوا من “تأطيرها” وتحويلها إلى رصيد انتخابي في انتخابات 2026.

يُقال إن السياسة فن الممكن… لكن يبدو أن سياستنا تحولت إلى “فن البكاء العنيف” في بث مباشر.. من سيفوز بجائزة “الأوسكار” لهذا العام؟ ترقبوا المزيد من الدموع مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية…!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *