أحمد الدافري

 

هل يحتاج المواطنون المغاربة إلى أن تقوم شركة تواصل وعلاقات عامة بتوعيتهم بالانخراط في عملية التلقيح ضد كورونا؟ وهل تحتاج الحكومة إلى التعاقد مع هذه الشركة للقيام بهذه المهمة مقابل مبلغ كبير من المال؟

أليست وسائل الإعلام المهنية ونخبة المواطنين من ذوي الغيرة على هذا البلد هم الذين قاموا ومازالوا يقومون بكل حملات التوعية للتصدي لجائحة كورونا مجانا، ولا يرجون من ذلك سوى مصلحة البلاد والعباد؟ أليست شركة التواصل والعلاقات العامة هذه التي تم منحها هذه الصفقة هي التي كانت قد انخرطت في نهاية غشت الماضي في ترويج مقالات ضد السلطات الأمنية في الدار البيضاء دفاعا عن مطعم فاخر شهير في الدار البيضاء لديه عقد معها لتلميع صورته وإشهار خدماته، كان يعتقد مالكه أنه محمي، فإذا بالشرطة زارته ليلا وفرضت عليه أداء غرامة مالية، حين وجدته في عز حالة الطوارئ الصحية غير ملتزم بالقانون وبالتدابير الصحية، ويقدم المشروبات الكحولية للزبائن على أساس أنه حانة بينما الرخصة التي لديه هي رخصة مطعم؟.

 أليست شركة التواصل هذه هي التي كانت تبعث برسائل لوسائل الإعلام الوطنية تخبرها فيها بأن السلطات الأمنية اعتدت على المطعم الذي هي متعاقدة معه من أجل أن تجلب له الزبائن من خلال مقالات إشهارية، بينما الحقيقة أن هذا المطعم لم يرغب في الانضباط للتعليمات لا من حيث توقيت الإغلاق، ولا من حيث تطبيق التدابير الاحترازية والتباعد الجسدي، ولا من حيث التخلي عن حلبة الرقص والعربدة؟..

والله عجيب أمرك أيتها الحكومة.. يبدو أن المواطنين يعيشون في عالم، وأنت تخلقين عالما خاصا بك، ولا يهمك شيئا آخر سوى تفويت الصفقات للأحباب والأصحاب.. وهذا ما كان..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *