Le12.ma – و م ع
أكدت سليمة الناجي، الباحثة المختصة في الأنثروبولوجيا والمهندسة، أن مخزن الحبوب الأمازيغي “أكادير”، يُمثل تراثا “غير معروف بالقدر الكافي” بالمغرب، ويتعين فهمه وفق خصوصياته، مسلطة الضوء على قيمته التاريخية، حيث يُعتبر مكانا تقليديا ذو خصوصية هامة بجنوب المغرب، يُستعمل أيضاً فضلا عن مخزن للحبوب لأغراض دفاعية، إلى جانب كونه مكانا لتخزين مؤن مجتمع محلي ما، مبرزة أن بعض هذه المخازن ماتزال قيد الاستخدام، في حين طال النسيان أغلبها.
وقالت المتحدثة، في محاضرة احتضنتها أكاديمية المملكة المغربية أمس الأربعاء، أنه إذا كانت “إكودار”، أوالمخازن الجماعية الأمازيغية لا تزال قائمة، وإذا كانت تمثل شيئا اليوم.. فذلك لكونها مرتبطة بأنظمة للتضامن وشبكات مقدسة ذات أهمية كبيرة، مشددة على ضرورة إعادة تأهيل هذه “الأماكن المقدسة”، وفقا لقواعد الفن وبتحفظ شديد ووفق بعد أخلاقي، لكونها ترمز لتنظيم قبلي متناغم تحكمه قوانين عرفية، وذلك من خلال تطوير مقاربة تأخذ في الاعتبار الموقع والسياق الاجتماعي والتاريخي والسياحي.
وفي هذا الإطار، ركزت الباحثة في الأنثروبولوجيا بالخصوص على الممارسات المرتبطة بهذه الفضاءات التقليدية، مبرزة أنه عندما يتعلق الأمر بإعادة تأهيل مخازن جماعية، فيتعين بالخصوص الحرص على عدم محو ممارسات المجتمعات المرتبطة بها، وأنه من الضروري الحفاظ على جمال ورونق المخازن وكذا الجدران، التي لا تختزن فقط “استخدامات وعادات”، ولكن أيضا نصوصا ومخطوطات ذات قيمة مقدسة، ويمكن أن تعطي دروسا في الهندسة المعمارية.
من جهة أخرى، تطرقت السيدة الناجي إلى التراث المعماري المهدد بالاندثار بجنوب المغرب، داعية في هذا الإطار إلى إعادة تأهيله، محذرة من “اختفاء هذا التراث المشترك يعني نهاية حضارة بعينها”.
وتمارس سليمة الناجي، وهي مهندسة معمارية ومختصة في الأنثروبولوجيا، عملها بالمغرب من خلال التركيز على المواد المحلية في احترام للبيئة ولثقافة الأمكنة. وبالموازاة مع أبحاثها، تشارك منذ عدة سنوات في مشاريع للحماية والتنمية الثقافية، وقد ألفت العديد من الأعمال المرجعية للمعماريين المحليين بجنوب المغرب.
