​في خطوة تؤكد التزام حزب التجمع الوطني للأحرار بتعزيز حضوره في المشهد الأكاديمي والفكري، وإيمانه بالدور المحوري للنخب الجامعية في صياغة السياسات العمومية، انطلقت اليوم الأحد أشغال مؤتمر شبكة الأساتذة الجامعيين التجمعيين.

هذا الحدث، الذي احتضنه المقر المركزي للحزب بالرباط، لم يكن مجرد لقاء تنظيمي، بل كان محطة لتقييم الحصيلة ورسم خريطة طريق جديدة، تحت إشراف وحضور وازن من لدن رئيس الحزب، عزيز أخنوش.

أخنوش يدعو إلى الانخراط في “الدولة الاجتماعية”

​جسّد حضور رئيس الحزب، عزيز أخنوش، في افتتاح المؤتمر، الأهمية التي يوليها التجمع الوطني للأحرار لشبكة الأساتذة الجامعيين كرافعة أساسية لمشروعه المجتمعي.

وقد ثمّن أخنوش، في كلمته التوجيهية، الجهود الكبيرة والإنجازات الملموسة التي حققتها الشبكة منذ تأسيسها، مشيدًا بدورها في إثراء النقاشات الداخلية للحزب وتقديم رؤى مستنيرة تستند إلى البحث العلمي الرصين.

ووجه أخنوش دعوة واضحة ومباشرة للأساتذة الجامعيين بضرورة مزيد من الانخراط الفعّال والمكثف، ليس فقط في هياكل الحزب، بل والأهم في المساهمة المباشرة في ترسيخ أسس الدولة الاجتماعية التي تعتبر العنوان الأبرز للحكومة الحالية.

وأكد رئيس الحزب أن خبراتهم وكفاءاتهم الأكاديمية هي الضمانة الأساسية لتعزيز مسار هذا الورش المجتمعي الضخم وضمان نجاحه وفق مقاربة علمية وموضوعية.

صديقي يستعرض الإنجازات

​من جهته، استعرض رئيس شبكة الأساتذة الجامعيين التجمعيين، السيد محمد صديقي، في كلمته الافتتاحية، حصيلة عمل الشبكة منذ تاريخ تأسيسها في 19 فبراير 2021.

وأكد صديقي أن الشبكة لم تقتصر على أن تكون إطارًا تنظيميًا داخل الحزب، بل أضحت قوة اقتراحية حقيقية وفاعلًا حيويًا في تأطير الكفاءات الجامعية وجذبها للعمل السياسي المسؤول.

وأشار رئيس الشبكة إلى الدور المحوري الذي تلعبه الشبكة في تثمين البحث الأكاديمي ودمجه في صلب اهتمامات الحزب.

فمن خلال تنظيم الندوات وورشات العمل والدراسات المتخصصة، تمكنت الشبكة من تقديم مساهمات فكرية وعلمية قيمة ساعدت في بلورة وتوجيه السياسات القطاعية للحزب، بما يخدم المشروع المجتمعي العام، القائم على قيم التضامن، والإنصاف، وتكافؤ الفرص.

شبكة الأساتذة.. جسر بين الأكاديميا والعمل السياسي

​يمثل هذا المؤتمر، والحضور الكثيف للنخب الجامعية، دليلًا على نجاح التجمع الوطني للأحرار في استقطاب فئة مؤثرة في المجتمع.

إن شبكة الأساتذة الجامعيين التجمعيين لا تمثل مجرد “تنظيم مواز”؛ بل هي أداة استراتيجية تهدف إلى عقلنة القرار السياسي من خلال الاعتماد على التحليل العلمي والبيانات الدقيقة التي يقدمها الأساتذة الباحثون.

كما تعمل على تأهيل المناضلين عبر تنظيم دورات تكوينية وورشات عمل لرفع مستوى الأداء السياسي للحزب، إضافة إلى مد الجسور مع الجامعة وتعزيز العلاقة بين الحزب كفاعل سياسي والمؤسسات الأكاديمية كخزان للمعرفة والكفاءات.

إن هذا التجمع يؤكد بوضوح أن حزب الأحرار يسعى إلى تجاوز الممارسة السياسية التقليدية، ويدفع نحو نموذج يقوم على دمج الخبرة العلمية في قلب الحركية السياسية، وهو ما يعكس دينامية الحزب وقدرته على استثمار الطاقات الفكرية في خدمة التنمية الوطنية الشاملة.

​هذا ويمثل مؤتمر شبكة الأساتذة الجامعيين التجمعيين إشارة قوية على أن الحزب مستمر في تعزيز قاعدته النخبوية، وأن الأكاديميا أصبحت جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيته الطموحة لتحقيق الأهداف الكبرى للمرحلة، وعلى رأسها إنجاح ورش الدولة الاجتماعية.

إدريس لكبيش/ Le12.ma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *