قاد الاستماع إلى المتهم المدعو (م.ب)، الملقب بـ”أبي فارس”، إلى كشف العديد من الأسرار حول خلية “الدولة الإسلامية في المغرب الأقصى -أحفاد يوسف بن تاشفين” المسلحة. لكن قبل ذلك، كيف استُقطب هذا الذئب المنفرد، الذي سقط في شباك” FBI المغرب”، إلى تنظيم “داعش”؟!
ينشر موقع “le12.ma” سلسلة حلقات حول حرب المغرب المفتوحة على الإرهاب تحت عنوان “الجريمة الإرهابية.. “دواعش” مسلحة في قبضة مخابرات المملكة”.
وترفع حلقات هذه السلسلة، الستار عما لا يعرفه المغاربة من حقائقَ وأسرار تخص خلايا “داعش” النائمة في هذه البلاد الآمنة.
وتُسقط الحلقات، قناع “داعش” عن مغاربة وأجانب حملوا السّيوف والمسدسات لإقامة حكم “الدولة الإسلامية” في الأراضي المغربية. كما تروي قصص وحكايات ذئاب منفردة في قبضة “FBI المغرب”، من غرف تحليل المعلومات التابعة لأجهزة الداخلية، إلى تنفيذ قوات النخبة ضرباتها الاستباقية…
في هذه الحلقة سنتعرف على أسرار غسل قادة “داعش” لدماغ المدعو الباشا عن طريق “سيمو رجاوي” و”الوردة البيضاء”..
محمد سليكي
قاد الاستماع إلى المتهم المدعو (م.ب)، الملقب بـ”أبي فارس”، إلى كشف العديد من الأسرار حول خلية “الدولة الإسلامية في المغرب الأقصى -أحفاد يوسف بن تاشفين” المسلحة. لكن قبل ذلك، كيف استُقطب هذا الذئب المنفرد، الذي سقط في شباك” FBI المغرب”، إلى تنظيم “داعش”؟!
سيلتزم المدعو “أبو فارس” دينيا في 2013 وسيصبح، منذ هذا التاريخ، مواظبا على مراجعة العديد من الكتب الدينية، لمؤلفها للشيخ محمد بن صالح العثيمين، لعل من أبرزها كتاب “فقه النساء” و”عقيدة أهل السنة والجماعة”، فضلا عن إدمانه مشاهدة محاضرات كان يلقيها بعض مشايخ مصر والخليج، كالداعية محمد حسان ونبيل العوضي ومحمد العريفي وغيرهم.
بالموازاة مع متابعته قنوات “الرحمة” و”مكة” وغيرهما من القنوات الإخوانية التي كانت تبث محاضرات أولئك الشيوخ من مصر تحديدا، كان المسمى “أبا فارس”، عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، على صلة مع عدد من حاملي الفكر المتطرف، بل مع عضو بارز في تنظيم القاعدة، وهو باكستاني الجنسية.
كانت تحركات الباكستاني على “فيسبوك” ومحادثاته مع المدعو “أبا فارس” تجري باسم “سيمو رجاوي”. كما كانت محاولته جادة في تحقيق رغبته في إلحاق صيده المغربي بتنظيم القاعدة، سواء على الواجهة الأفغانية أم العراقية.
سيعرض عضو تنظيم القاعدة على ابن دوار أولاد الساحل في تزنيت الإبحار في مجموعة من المواقع الجهادية المتطرفة على الإنترنيت، خاصة تلك المتورطة في جر عدد من الضحايا إلى “القاعدة” و”داعش”، ومنها المسماة “الإعلامي الجهادي” و”التوحيد والجهاد”.
بعد تشبعه بالفكر الجهادي، جراء متابعته العديد من الفيديوهات التي توثق عمليات إرهابية، سواء في باكستان أم في أفغانستان أم في العراق، وتحريض قادة تنظيم القاعدة على الجهاد، سيقترح عليه الباكستاني تنفيذ عملية إرهابية في المغرب.
سيوافق “أبو فارس” على مقترح الباكستاني، سيبحث في الإنترنيت عن مدى شرعية تنفيذ بعملية إرهابية في أحد الملاهي الليلية في المغرب، بعدما كان قد تعرف في 2014 عبر “فيسبوك”، المسمى عزوز، الملقب بـ”أبي أنس”. وهو مواطن عراقي الجنسية كان يرتاد”فيسبوك” لاستقطاب متطوعين إلى صفوف تنظيم “داعش” باسم “الوردة البيضاء”، بعدما قاتل في صفوف تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، إلى جانب الإرهابي الأردني القتيل أبي مصعب الزرقاوي.
سيتمكن هذا الإرهابي العراقي من استمالة المغربي “أبي فارس” إلى طريق الدم والظلام، خاصة عندما أخبره بأنه صار خبيرا في تصنيع وتركيب المتفجرات بعد التحاقه بتنظيم “داعش”، ملبيا دعوة خطبة الموصل الشهيرة، لأميره الإرهابي “أبي بكر البغدادي”.
إعجاب “أبي فارس” بتنظيم “داعش” سيجعله مدمنا على ولوج المواقع الإلكترونية لمتابعة وتحميل فيديوهات جرائم قطع الرؤوس التي ترتكبها “داعش”في حق الرهائن، ما ولّد لديه رغبة ملحة في الالتحاق بمناطق حكم هذا التنظيم الإرهابي في كل من العراق وسوريا.
إبان بدء حرب التحالف الدولي، بقيادة واشنطن وباريس، ضد فلول معسكرات تنظيم “داعش” في بلاد الشام والرافدين، سيتلقى “أبو فارس” أوامر من العراقي “أبي أنس” لمبايعة “أبي بكر البغدادي” على السمع والطاعة والامتثال لما ورد في خطاب المدعو “أبي محمد العدناني”، الناطق الرسمي باسم “داعش”، والقاضي بدعوة أتباع البغدادي في كل العالم إلى تنفيذ علميات ضد رعايا ومصالح دول التحالف في بلدانهم.
