في خطوة تؤكد التزامها الراسخ بدعم المرأة القروية وتعزيز دورها المحوري في التنمية المحلية، نظمت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بإقليم مولاي يعقوب اليوم الجمعة احتفالاً خاصاً بمناسبة اليوم العالمي للنساء القرويات، الذي يصادف 15 أكتوبر من كل سنة.
وقد تركز هذا الاحتفال على الإدماج الاقتصادي للمرأة كقاطرة للتنمية البشرية المستدامة.
وشهد مقر المنصة الإقليمية للشباب بالضويات في جماعة سبع رواضي، لقاءً تواصلياً وحصصاً تكوينية مكثفة لفائدة النساء القرويات، تحت شعار “دور المنصة الإقليمية للشباب في التمكين الاقتصادي للنساء”.
ولم يقتصر الحدث على الجانب التواصلي فحسب، بل كان مناسبة لاستعراض حصيلة إنجازات هامة تؤكد فعالية برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (INDH) في هذا الإقليم.
حصيلة تتجاوز الأرقام.. 115 منصب شغل مباشر
كشفت اللجنة الإقليمية عن حصيلة مثيرة للإعجاب ضمن البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمخصص لتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب (2019-2024).
وشكلت المشاريع الموجهة للنساء القرويات 20 بالمائة من إجمالي المشاريع الممولة خلال هذه الفترة، أي ما مجموعه 34 مشروعاً بتمويل إجمالي ناهز 4.6 مليون درهم.
وساهم صندوق دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ 3.6 مليون درهم في هذه المشاريع التي استهدفت بشكل مباشر النساء في المناطق القروية.
والأهم من الأرقام المالية، هو الأثر الاجتماعي الملموس، حيث مكنت هذه المبادرات من خلق 115 منصب شغل مباشر، ما يمثل تحولاً نوعياً في ظروف عيش الأسر المستفيدة.
الاستثمار في القدرات.. من التكوين إلى ريادة الأعمال
ركز جزء كبير من الاحتفال على الجانب التكويني، حيث نظمت حصة تكوينية لفائدة 33 مشاركة حول موضوع “دور المنصة الإقليمية للشباب في التمكين الاقتصادي للنساء القرويات”.
وأطرت هذه الحصة رئيسة المركز المغربي للدراسات والأبحاث حول المقاولة الاجتماعية، مما أضفى عليها بعداً أكاديمياً وعملياً.
إلى جانب ذلك، شهد اللقاء تنظيم ورشات تفاعلية حيوية حول ريادة الأعمال والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وتم تسليط الضوء على دورهما المحوري في تحقيق التنمية الاقتصادية المحلية.
وأشرف على تنشيط هذه الورشات أطر المنصة الإقليمية للشباب، مؤكدين بذلك على دور المنصة كفضاء حاضن للمبادرات والطاقات الشبابية والنسائية.
المرأة القروية في صميم المرحلة الثالثة للمبادرة
ويكتسي هذا الاحتفال قيمة رمزية كبيرة، فهو يعكس الأهداف الجوهرية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تضع المرأة القروية في صميم اهتماماتها.
إن الإيمان الراسخ بدورها الفعال في الرفع من مستوى التنمية البشرية، من خلال الإدماج الاجتماعي والاقتصادي للساكنة المحلية، هو الدافع الرئيسي وراء هذه البرامج.
ويأتي تنظيم هذه الفعاليات تماشياً مع الأهداف الاستراتيجية للمرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي تسعى إلى تحقيق تنمية شاملة ومستدامة، تضمن للمرأة القروية كافة السبل للانخراط الفعال والمساهمة في بناء اقتصاد محلي أكثر قوة وعدالة.
