من جديد تنجح إرادة الجماهير المغربية، في إحباط حملة التحريض التي يقودها الذباب القادم من الشرق، لضرب معنويات المغاربة وثنيهم عن حضور مباراة المنتخب الوطني، أمام نظيره الكونغولي.

صحيح، المباراة كانت شكلية على الورق، لأن المغرب ضمن التأهل مبكرا إلى مونديال 2026، على خلاف الواقع، حيث كانت على درجة كبيرة من الأهمية في الانتصار على من يتربّص شرّا باستحقاقات المغرب الرياضية، والسعي من الآن، لإفشال كأس أمم أفريقيا نسخة (المغرب-2025).

تربّص كان يفرض على الإعلام العمومي المتأزم، أن يجنّد له كل الطاقات، لإحباطه في المهد، وتعبئة الجماهير المغربية لملء المدرجات.

إنه الواجب المهني، الذي لم يقم به الإعلام العمومي السمعي البصري تحديدا، على الشكل المطلوب.

وإذا كان من يستحق اللوم والعتاب أكثر، فهي قناة الرياضية الممولة من المال العام، على اعتبار أنها القناة العمومية المتخصصة.

“الرياضية”، للأسف، بدل أن ترفع من ساعات تعبئة الجماهير المغربية لملء مقاعد مركب مولاي عبد الله بالرباط، قامت بالمهمة، لكن بشكل محتشم.

أقول هذا،  وأنا اتمنى أن لا تكون الأخبار المتسللة من مطبخ القناة  الداخلي صحيحة، حين زعمت أن حالة من الاستياء والإحباط عمت نفوس بعض العاملين، في القناة الرياضية، جراء التمديد لمديرها بوطبيسل.

وحتى ولو افترضنا أن تلك الأخبار صحيحة. فذلك كان يفرض على الجميع ترك الإحباط جانبا، وتسخير جميع الطاقات أكثر ممن سخرت لتعبئة الجبهة الداخلية من جماهير منتخبنا الوطني، والمساهمة بقوة أكثر، في واجب إحباط مخططات كل من يتربص شرّا بفريقنا الوطني، وتنظيم بلادنا لكأس أمم أفريقيا 2025، ومونديال 2030.

عند النجاح في مهمة إحباط التشويش، أرى أنه طبيعي جداً أن يجلس مجموع الزميلات والزملاء العاملين في مطبخ “الرياضية” على طاولة الحوار بحضور “بوطبسيل”.

أقف هنا على أمل العودة للموضوع في موعد لاحق، للوقوف على بعض تفاصيل الحملة الممنهجة ضد المباراة، وعلى مواجهة هذه الحملة، حيث نجحت جماهيرنا المغربية في ما كان يجب أن تقوم به   قناة “الرياضية”، على درجة أعلى وأرفع.

فقد أسقطت الجماهير المغربية، مساء أمس الثلاثاء 14 أكتوبر، الحملة المنظمة على منصات حركة “GenZ212” لمقاطعة مباراة المنتخب الوطني أمام الكونغو، إذ كان حضورها مكثفا، حيث تابع الآلاف اللقاء مباشرة على القنوات التلفزيونية، مؤكدين دعمهم الكامل للفريق الوطني.

وبحسب الفحص والتمحيص، الذي قامت به جريدة “Le12.ma”، بخصوص منشورات الحركة على منصات التواصل الاجتماعي، خصوصا بالفيسبوك، والتي تضمّنت رسائل مضللة، فإن اللافت جدا هو طريقة كتابة اسم المنتخب المنافس، أي الكونغو، حيث كتب بهذا الشكل “الكونجو”، وهذا مؤشر إلى تدخّل أجنبي في صياغة اللوحة.

إذ أن المغاربة يكتبون اسم الدولة هكذا “كونغو”، وليس “كونجو”، التي درج إخواننا الجزائريون على كتابتها، حيث يظهر أن المنشور، في عمقه، رغم محاولة تغطيته بنزعة وطنية، يستهدف التشويش على حماس المشجعين، ومحاولة إفشال الزخم، الذي تعرفه المباريات الأفريقية التي تُجرى في المغرب، للتأثير على حدث أكبر هو كأس أفريقيا.

غير أن كل من تابع المباراة مساء أمس الثلاثاء على أرضية المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالعاصمة الرباط، والتي انتهت بهدف دون رد لفائدة المغرب، سيثيره الحضور الجماهيري الغفير، والتشجيع المتواصل والمتعالي من المدرجات، لدعم لاعبي المنتخب الوطني في مباراة تجري ضمن استعدادات المغرب لاستضافة تظاهرة قارية مهمة مثل كأس الكاف.

العديد من المراقبين رأوا في الإقبال الجماهيري على المباراة والحضور المكثّف إلى الملعب لتشجيع الفريق، رسالة قوية للداخل والخارج، مفادها إن الكرة المغربية، على صعيد الرجال والنساء، تظل رمزًا للوحدة الوطنية والروح الرياضية العالية، وأن المحاولات التناورية، العلنية والمتخفية، لن تغيّر ولاء الجمهور لفريقه، وانخراطهم الجماعي لمواعيد بلادنا الرياضية الكبرى، من كأس أفريقيا إلى كأس العالم….

* أحمد عبد ربه / Le12.ma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *