فرحة وطن في مملكة المجد والسؤدد، تلك التي تسود مختلف ربوع المغرب، إحتفالا بنصر اعتماد مجلس الأمن الدولي قرارا مفصليا ينهي فعليا فصول النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، ويؤكد دعمه لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها المملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله.
فمن شمال المملكة إلى جنوبها، ومن مدنها الكبرى إلى قراها، انفجرت مشاعر الفرح والفخر في أوساط المغاربة، الذين خرجوا عن بكرة ابيهم إلى الشوارع والساحات العامة، حاملين الأعلام الوطنية، مرددين النشيد الوطني، ومطلقين عبارات الامتنان والعرفان لجلالة الملك.
ترددت في كل الأرجاء هتافات واحدة موحدة: “الصحراء مغربية” و”شكرا جلالة الملك”، في لحظة تاريخية عبرت عن عمق العلاقة بين العرش والشعب، وعن اعتزاز الأمة المغربية بقيادتها التي جعلت من القضية الوطنية الكبرى نموذجا في الثبات والحكمة والرؤية الاستباقية.
في الدار البيضاء والرباط ومراكش وطنجة والعيون والداخلة وكلميم، كما في سائر المدن والأقاليم، عمت الاحتفالات البهيجة، ورفرفت الرايات الحمراء بنجومها الخضراء في مشهد مؤثر يختزل روح الوطن ووحدة المغاربة حول ثوابتهم الوطنية.
توحد الصوت المغربي من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب مرددا “المغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها”.

وجاء القرار الأممي تتويجا لمسار دبلوماسي طويل ودؤوب قاده جلالة الملك محمد السادس بحكمة وبعد نظر، من خلال رؤية متكاملة جمعت بين العمل السياسي الهادئ والتحرك الميداني الفعال، سواء عبر التنمية الشاملة في الأقاليم الجنوبية أو من خلال توسيع دائرة الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء.
فلقد نجح المغرب، بفضل القيادة الملكية المتبصرة، في تحويل تحد دام لعقود إلى انتصار للشرعية وللرؤية الواقعية، وأثبت للعالم أن الصحراء ليست مجرد قضية حدود، بل قضية كرامة ووجود وهوية وطنية راسخة لا تقبل المساومة.
إنها لحظة مفصلية في التاريخ المغربي المعاصر، تضاف إلى سجل الانتصارات الدبلوماسية المتتالية للمملكة، وتؤكد مكانتها كقوة إقليمية وفاعل مؤثر يحظى بالاحترام والثقة في المحافل الدولية.
فاليوم، تتجدد الثقة في المستقبل، ويجتمع الفخر بالانتصار مع الإيمان العميق بعدالة القضية، فيما يمضي المغرب بثبات تحت قيادة جلالة الملك نحو بناء وطن مزدهر، موحد، يسير بخطى واثقة نحو آفاق التنمية والسلام والريادة الإقليمية.
إن قوة اعتماد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2797، مساء اليوم الجمعة، تستند مما تستند إليه، هناك دعمه الكامل من طرف الأمين العام الأممي ولمبعوثه الشخصي في تيسير وإجراء المفاوضات، استنادا إلى مقترح الحكم الذاتي المغربي، بهدف التوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول من الأطراف، ومتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة، مرحبا في الوقت ذاته بأي مقترحات بناءة تقدمها الأطراف استجابة لهذا المقترح المغربي.
لقد صوتت لصالح مشروع القرار 11 دولة من أصل 15 دولة، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية (صاحبة القلم) وبريطانيا وفرنسا واليونان وبنما وكوريا، فيما امتنعت 3 دول هي الصين وروسيا وباكستان، بينما لم تصوت الجزائر.
وهكذا، يطوي المغرب ومعه المجتمع الدولي صفحة نزاع مفتعل دام عقودا، وفتح أفق جديد من الاعتراف الدولي بوجاهة المقاربة المغربية، ليبقى هذا اليوم شاهدا على قوة الإجماع الوطني وصلابة الموقف الدبلوماسي للمملكة تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده.
إننا نعيش في المغرب، فرحة وطن تحت ظل مملكة المجد والسؤدد..
نقولها في أسرة مجموعة le12ميديا بكل فخر كباقي المغاربة.. شكرا جلالة الملك.
* عادل الشاوي
