يأتي إحتفال الشعب المغربي، بعيد الشباب بمناسبة الذكر الثانية و الستين لميلاد الملك محمد السادس، والمغرب يواصل إبداع إستراتيجيات بناء المستقبل بفكر الشباب، بما يجعل تنمية البلاد تمشي بسرعة واحدة. من جيل إلى جيل.

كلمتنا ـ محمد ابن إدريس

يشكّل الشباب المغربي اليوم محور الطاقة الوطنية ودافع التحول الاجتماعي والاقتصادي، متصلًا بالعالم وطموحًا في الابتكار وقيادة المبادرات التطويرية. إن التفاؤل والانخراط الرقمي وسرعة الوصول إلى المعلومة ليست مجرد سمات فردية، بل تدل على وجود رأسمال بشري متكامل قادر على تسريع عجلة التنمية وتحويل التحديات إلى فرص استراتيجية تعزز مكانة المملكة.

تثبت التجربة الوطنية الحديثة أن الشباب المغربي كان القوة الدافعة وراء التحولات الكبرى التي شهدتها المملكة، سواء في مجالات الصناعة والطاقة أو الرقمنة والابتكار والبحث العلمي. وهو بذلك يشكّل عنصرًا استراتيجيًا محوريًا في صياغة ملامح التنمية وبناء مستقبل المملكة على أسس متينة ومستدامة.

وقد رسّخت الرؤية الملكية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس مكانة الشباب في صميم السياسات الوطنية.

منذ توليه الحكم، شدد جلالته على أن الثروة الحقيقية للمغرب ليست في المعادن ولا في المال، بل في الإنسان.

وركّز جلالته على تمكين الشباب عبر إصلاح منظومة التعليم والتكوين المهني، وتعزيز ريادة الأعمال والابتكار، وضمان إشراكهم الفعّال في الحياة العامة وصنع السياسات التنموية.

وقد أكّد جلالة الملك، في العديد من خطبه، أن الشباب يشكّل ركيزة حيوية لضمان استدامة التنمية وفعالية مشاركتهم في رسم مستقبل المملكة على المدى المتوسط والبعيد.

ويبرز الشباب المغربي بوضوح في قيادة الأوراش الوطنية الكبرى، التي تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة كدولة صاعدة بثبات وهدوء، من خلال مسار تحديثي شامل يرفع مؤشرات التنمية والابتكار.

كما يشكل الاستحقاق العالمي المرتقب، المتمثل في تنظيم كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، منصة فريدة لإبراز قدراتهم وكفاءاتهم العالية وروحهم الوطنية المتقدة.

وتمنح هذه المشاريع الأجيال الصاعدة الفرصة لإظهار إبداعهم ومهاراتهم وطموحاتهم والتزامهم بالمصلحة العامة، بما يعكس مساهمتهم الفعلية في الإنجازات الوطنية الكبرى ويؤكد أنهم شركاء أساسيون في بناء مستقبل المغرب.

تشير بيانات الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024 إلى أن المغرب ما يزال يعيش مرحلة العائد الديمغرافي، حيث تتجاوز نسبة السكان النشيطين في سن العمل نسبة الفئات غير النشيطة.

وتشكل هذه المعطيات فرصة استراتيجية تاريخية لتعزيز النمو والابتكار، لكنها في الوقت ذاته مسؤولية كبرى تتطلب وضوح الرؤية واتخاذ قرارات جريئة وضمان انسجام السياسات العمومية.

وقد أكّد جلالة الملك محمد السادس، في مناسبات وطنية عدة، أن استثمار طاقات الشباب بشكل فعّال هو الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة والازدهار الوطني.

ويكتسب الاحتفال بـعيد الشباب، الذي يتزامن مع الذكرى الثانية والستين لميلاد جلالة الملك محمد السادس، دلالة رمزية وعملية في الوقت ذاته.

فهو تأكيد متجدد على أن مستقبل المغرب يُصاغ على أيدي شبابه، تحت رعاية ملك حكيم ومتبصر، يضعهم في قلب مشروع التنمية الشاملة.

وبفضل هذا الدعم الملكي، يُمنح الشباب القوة لتحقيق إبداعهم وترسيخ كفاءاتهم والمساهمة بفعالية في بناء مغرب أكثر عدلاً وابتكارًا وقوة، قادرًا على مواجهة تحديات العصر واستثمار طاقاته الصاعدة لخدمة الوطن وتعزيز الإنجازات الوطنية الكبرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *