يكتسب هذا الاستقبال بعداً إنسانياً إضافياً من خلال تقديم الأطفال المقدسيين هدية تذكارية لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، ترمز إلى الامتنان والتواصل بين الأجيال المغربية والفلسطينية.

افتتاحية le 12.ma – محمد ابن إدريس

يمثل استقبال صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن للأطفال المقدسيين المشاركين في الدورة الـ16 للمخيم الصيفي لـ”وكالة بيت مال القدس الشريف” أكثر من مجرد اختتام نشاط تربوي سنوي.

فهو تجسيد حي للحرص الملكي الفعلي على دعم صمود مدينة القدس الشريف وحماية هويتها الثقافية والدينية، وخصوصاً بين الفئات الهشة كالنساء والأطفال.

ويؤكد هذا الاستقبال، الذي تم بالقصر الملكي بتطوان، الالتزام الثابت للمملكة المغربية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس “لجنة القدس”، في تعزيز الروابط الإنسانية بين الأجيال المغربية والفلسطينية، والحفاظ على الهوية المقدسية في مواجهة التحديات السياسية الدولية والإقليمية.

ويبرز المخيم الصيفي 2025، المسمى “حارة المغاربة”، تميز المغرب عربياً وإسلامياً وعالمياً، كونه الدولة الوحيدة التي تواصل تنظيم برامج سنوية حقيقية ومستمرة لفائدة أطفال القدس الشريف، حتى في فترات الأزمات والتحديات المختلفة.

وتعكس هذه الاستمرارية الفريدة رؤية ملكية حكيمة تجمع بين الأبعاد الإنسانية والتربوية والثقافية، وتؤكد قدرة المملكة على الحفاظ على استدامة الدعم السياسي والاجتماعي والثقافي للقدس الشريف وسكانها.

وتجسد هذه البرامج السنوية مقاربة استراتيجية شاملة تربط بين التربية الثقافية والتعليمية والأنشطة الرياضية والترفيهية، ما يسهم في صقل مهارات الأطفال الاجتماعية والفكرية، ويعزز شعورهم بالهوية والانتماء، ويؤسس روابط دائمة بين أجيال القدس والمغرب.

الدورة الحالية للمخيم، التي شارك فيها 50 طفلاً مقدسياً، ذكوراً وإناثاً، تتراوح أعمارهم بين 11 و14 سنة، شملت رحلات تربوية ومسابقات ثقافية ورياضية، إضافة إلى زيارات ثقافية مشتركة مع أطفال مغاربة في عدة مدن كطنجة وتطوان والرباط والدار البيضاء، ما يعزز تبادل الخبرات والانفتاح على التجارب التعليمية والاجتماعية، ويصقل مهاراتهم القيادية والانتمائية.

ويكتسب هذا الاستقبال بعداً رمزياً وسياسياً واستراتيجياً، إذ يعكس رؤية المغرب الشاملة التي تجمع بين الدعم الإنساني المباشر والحفاظ على الهوية الثقافية، وتكريس التعليم والتربية كأدوات لتعزيز صمود المدينة المقدسة.

ويبرز حضور محمد سالم الشرقاوي، المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف والمؤطرين المغاربة والفلسطينيين، وتقديم الألبوم المصور الذي يوثق أبرز لحظات هذه الدورة من المخيم، الدور المحوري للوكالة باعتبارها الذراع الميداني لـ”لجنة القدس”، المنفذة للمشاريع المستدامة التي تدعم المقدسيين ثقافياً وتربوياً وتعليمياً، وتجعل من المخيم منصة تواصلية تربوية استراتيجية بين الأطفال المغاربة والمقدسيين.

ويكتسب هذا الاستقبال بعداً إنسانياً إضافياً من خلال تقديم الأطفال المقدسيين هدية تذكارية لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، ترمز إلى الامتنان والتواصل بين الأجيال المغربية والفلسطينية، وتعكس الروابط الأخوية والثقافية والإنسانية العميقة بين أطفال القدس وأقرانهم في المغرب، وتؤكد التضامن والالتزام الرمزي والفعلي للمملكة تجاه المدينة المقدسة.

ومنذ إطلاق البرنامج عام 2008، استفاد منه نحو 800 طفل مقدسي زاروا مختلف جهات المملكة، ما مكّنهم من إدراك قوة التضامن المغربي مع الفلسطينيين بشكل عملي ومباشر.

ويؤكد المخيم السنوي، الذي امتد على 16 دورة، الأثر الاستراتيجي طويل الأمد للمبادرات الملكية في دعم مدينة القدس الشريف، وتعزيز هويتها الثقافية والاجتماعية، وبناء روابط مستدامة بين المغرب وفلسطين على المستويات الشعبية والمؤسساتية، مع توفير نموذج عالمي فريد على مستوى الدول العربية والإسلامية في كيفية العناية بأطفال القدس.

إن استقبال صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن للأطفال المقدسيين يشكل نموذجاً متفرداً يجمع بين الدعم الرمزي والاستراتيجي والميداني، ويؤكد قدرة المغرب على الاستمرار في برامج دعم القدس رغم التحديات. كما يعكس الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، والتزام المملكة الثابت تجاه حماية الهوية المقدسية وتعزيز صمود أهلها عبر التربية والثقافة والأنشطة الاجتماعية المستدامة.

ومن خلال هذا الاستقبال الراقي، يجدد المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، رسالة الوفاء والدعم للقدس وأهلها، مؤكداً أن التضامن الإنساني والسياسي والثقافي سيظل الركيزة الأساسية لصمود المقدسيين، وحماية مدينتهم وصون هويتهم الثقافية والدينية، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، بما في ذلك إقامة دولتهم المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وتظل كل مبادرة، وكل برنامج، وكل جهد يُبذل في خدمة الأطفال المقدسيين تجسيداً لرؤية جلالة الملك محمد السادس التي تجعل دعم القدس واجباً إنسانياً، ورسالة قوية إلى العالم بأن المغرب، ملكاً وشعباً، سيظل ملتزماً بحماية القدس والدفاع عن حقوق أهلها، وبناء مستقبل ينهض على السلام والعدالة والكرامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *