ترسخ مدينة أكادير مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات السياحية في المغرب، بعد أن حققت إنجازاً تاريخياً لم يسبق له مثيل، حيث تجاوزت حاجز المليون سائح في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2025.

إ. لكبيش / Le12.ma

أعلنت وجهة أكادير السياحية عن إنجاز تاريخي وغير مسبوق، بتجاوزها حاجز المليون سائح و4.3 مليون ليلة سياحية مع نهاية شهر غشت 2025.

يأتي هذا النجاح مدفوعًا بنمو شامل في أعداد الوافدين بنسبة 9.65 بالمائة، وارتفاع في عدد الليالي السياحية بنسبة 8.60 بالمائة مقارنةً بعام 2024.

وقد كان للمملكة المتحدة دور أساسي في تحقيق هذه الأرقام، بالإضافة إلى السوقين المحلي والفرنسي.

ولأول مرة في تاريخها، تجاوزت وجهة أكادير – التي تضم الفنادق المصنفة في المدينة، ومنطقتي تغازوت باي وإمي وادار – عتبة المليون سائح في الأشهر الثمانية الأولى من العام.

بعد الأداء القوي الذي شهدته في شهر يوليوز 2025، حيث سجلت زيادة في أعداد الوافدين بنسبة 10.31 بالمائة والليالي السياحية بنسبة 9.57 بالمائة، استمرت ديناميكية النمو السياحي في المدينة خلال شهر غشت.

نمو قياسي يتجاوز أرقام ما قبل الجائحة

تؤكد الأرقام الصادرة عن المجلس الجهوي للسياحة أن الأداء التراكمي للوجهة خلال الأشهر الثمانية الأولى من 2025 يمثل علامة فارقة في قطاع السياحة.

فقد استقبلت المؤسسات الفندقية المصنفة في أكادير ما يقارب 1.012 مليون سائح، مسجلةً نموًا بنسبة 9.65 بالمائة مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2024، وقفزة نوعية بنسبة 25.48 بالمائة مقارنةً بالفترة التي سبقت الجائحة في عام 2019.

ويُعد هذا الإنجاز لافتًا على الرغم من الانخفاض الطفيف والمستمر في أعداد السوق المحلية بنسبة 2.84 بالمائة خلال الفترة المذكورة.

كما شهدت الليالي السياحية نموًا ملحوظًا، حيث وصلت إلى 4.307 مليون ليلة، بزيادة 8.60 بالمائة مقارنةً بعام 2024 و15.70 بالمائة مقارنةً بعام 2019.

وعلى الرغم من تراجع طفيف في متوسط مدة الإقامة من 4.29 يومًا إلى 4.25 يومًا، إلا أن متوسط معدل الإشغال الإجمالي ارتفع ليصل إلى 65.93 بالمائة في عام 2025، مقارنةً بـ60.72 بالمائة في 2024 و56.04 بالمائة في 2019، وذلك على الرغم من انخفاض طفيف في الطاقة الاستيعابية الفندقية.

الأسواق الرئيسية.. صدارة بريطانية وتراجع ألماني

أظهرت بيانات الأسواق الرئيسية أن السوق المحلية، رغم استقرارها، سجلت انخفاضًا طفيفًا في أعداد الوافدين (-2.84 بالمائة) والليالي السياحية (-1.48 بالمائة) مقارنةً بعام 2024.

في المقابل، برزت المملكة المتحدة كقوة دافعة رئيسية، مسجلةً نموًا مزدوجًا بنسبة 39.25 بالمائة في أعداد الوافدين و35.26 بالمائة في الليالي السياحية.

كما احتفظت بمتوسط مدة إقامة مرتفع (5.62 يومًا) وحصة سوقية مهيمنة.

أما السوق الفرنسية، فقد سجلت نموًا في أعداد الوافدين بنسبة 13.15 بالمائة، بينما كان نمو الليالي السياحية أكثر تواضعًا بنسبة 3.75 بالمائة، مما أدى إلى انخفاض متوسط مدة الإقامة إلى 4.70 يومًا.

على الجانب الآخر، واصلت ألمانيا تراجعها الملحوظ، بانخفاض بنسبة 13.48 بالمائة في أعداد الوافدين و20.15 بالمائة في الليالي السياحية.

بينما تؤكد بولندا مكانتها كسوق صاعد بقوة، مسجلةً نموًا كبيرًا في أعداد الوافدين (20.80 بالمائة) والليالي السياحية (12.84 بالمائة).

غشت 2025.. محرك أساسي لهذا الأداء الصيفي

كان شهر غشت 2025 محركًا أساسيًا لهذا الأداء الصيفي المتميز، حيث وصل عدد السياح الوافدين إلى 173,734 سائحًا، بزيادة 6.58 بالمائة مقارنةً بشهر غشت 2024. وارتفعت الليالي السياحية بنسبة 4.41 بالمائة لتصل إلى 778,065 ليلة.

كما ارتفع معدل الإشغال الفندقي في غشت وحده ليصل إلى 79.06 بالمائة، مسجلاً زيادة قدرها 1.28 نقطة مقارنةً بعام 2024.

ورغم تراجع طفيف في متوسط مدة الإقامة خلال هذا الشهر، إلا أنه حافظ على مستوى جيد يعكس استمرار التدفق السياحي.

تبقى السوق المحلية عمودًا فقريًا لأكادير في موسم الذروة الصيفي، حيث سجلت زيادة طفيفة في أعداد الوافدين بنسبة 1.85 بالمائة، على الرغم من انخفاض في عدد الليالي السياحية بنسبة 1.23 لالمائة.

وفي المقابل، شهدت بعض الأسواق الأخرى مثل ألمانيا تراجعًا كبيرًا في غشت، مما يؤكد استمرارية النتائج السلبية التي سجلتها سابقًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *