اختتم المنتخب المغربي لكرة القدم تصفيات كأس العالم 2026 بأبهى صورة، محققًا فوزًا ثمينًا وصعبًا على ضيفه منتخب الكونغو بهدف دون رد، في المباراة التي جرت مساء الثلاثاء على أرضية ملعب الأمير مولاي عبد الله في الرباط، ضمن الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الخامسة.
لم تكن مهمة “أسود الأطلس” سهلة أمام الدفاع الكونغولي المستميت، الذي اعتمد على التكتل لإغلاق كل المنافذ المؤدية إلى مرماه.
ورغم المحاولات المتكررة من الجانب المغربي للوصول إلى الشباك في الشوط الأول، إلا أن الشوط انتهى بتعادل سلبي خيَّم عليه الحذر والندية.
ومع انطلاق الشوط الثاني، دخل المنتخب المغربي بتركيز أعلى وإصرار أكبر على حسم اللقاء، ليأتي الفرج في الدقيقة 63 عن طريق القناص يوسف النصيري، إثر تمريرة عرضية دقيقة ومتقنة من القائد أشرف حكيمي.
النصيري، الذي يواصل تألقه بقميص المنتخب، نجح في فك شفرة الدفاع الكونغولي بتسديدة قوية ومتقنة لم تترك أي فرصة لحارس المرمى، ليمنح فريقه النقاط الثلاث التي كانت هدف اللقاء.
بهذا الانتصار، لم يكتفِ المنتخب المغربي بضمان تأهله إلى نهائيات كأس العالم 2026 فحسب، بل حقق إنجازًا استثنائيًا وغير مسبوق على الصعيد العالمي.
فقد حافظ “أسود الأطلس” على صدارة المجموعة بالعلامة الكاملة برصيد 24 نقطة من ثماني مباريات، متفوقين بفارق كبير على أقرب منافسيهم النيجر، وتنزانيا، وزامبيا، بينما احتلت الكونغو المركز الأخير بنقطة وحيدة.
الأهم من ذلك، أن هذا الفوز جعل المنتخب المغربي يسجل اسمه بأحرف من ذهب في سجلات كرة القدم الدولية، ليصبح أول منتخب في التاريخ يحقق 16 فوزًا متتاليًا على المستوى الدولي، محطمًا بذلك الرقم القياسي السابق الذي كان مسجلًا باسم عملاقين كرويين هما إسبانيا وألمانيا.
هذا الإنجاز التاريخي يعكس الاستقرار الفني والتطور الهائل الذي يشهده المنتخب المغربي تحت قيادة مدربه الحالي، ويؤكد أن إنجاز مونديال قطر 2022 لم يكن وليد الصدفة، بل هو نتاج عمل جاد ومتواصل.
الجماهير المغربية خرجت للاحتفال بهذا الفوز المزدوج: تأهل مستحق ورقم قياسي عالمي، معلقة آمالاً كبيرة على “أسود الأطلس” لتحقيق المزيد من المفاجآت والإبهار في المحفل الكروي الأكبر عام 2026.
إدريس لكبيش / Le12.ma
