في ليلة سيبقى صداها يتردد طويلاً في جنبات ملعب “لوسيل” المونديالي، وبعزيمة لا تلين، تُوّج المنتخب الوطني المغربي بطلاً لكأس العرب 2025، بعد فوزه المثير على نظيره الأردني بنتيجة (3-2) في نهائي دراماتيكي حبس الأنفاس حتى دقيقته الـ120، ليؤكد “أسود الأطلس” سيادتهم الكروية العربية من قلب العاصمة القطرية الدوحة.

​”صاروخية” مبكرة وانتفاضة “النشامى”

​بدأت المباراة بإيقاع صاعق من جانب العناصر الوطنية؛ ففي الدقيقة الرابعة فقط، فاجأ أسامة طنان الجميع بتسديدة عابرة للقارات من مسافة تقارب 50 متراً، مستغلاً تقدم الحارس الأردني، لتسكن الشباك معلنة عن واحد من أجمل أهداف البطولة.

هذا الهدف منح التفوق للمغرب طيلة الشوط الأول الذي انتهى بتقدم “الأسود” بهدف نظيف.

​مع انطلاق الشوط الثاني، دخل “النشامى” بوجه مغاير، حيث نجح النجم الأردني علي علوان في إدراك التعادل برأسية متقنة في الدقيقة 48.

ولم تتوقف طموحات الأردن عند هذا الحد، بل عاد اللاعب نفسه ليصدم المغاربة بهدف ثانٍ من ركلة جزاء في الدقيقة 68، واضعاً المنتخب المغربي في موقف حرج لم يعتد عليه منذ بداية البطولة.

​”الكوتشينغ” الذهبي.. حمد الله يعيد الأمور لنصابها

في الدقيقة 72، أجرى الناخب الوطني طارق السكتيوي تغييراً استراتيجياً بدخول القناص عبد الرزاق حمد الله، وهو التبديل الذي غيّر مجرى التاريخ.

وقبل نهاية الوقت الأصلي بثلاث دقائق (د 87)، ارتقى حمد الله لكرة ركنية، واضعاً إياها في المرمى ليعلن تعادلاً قاتلاً (2-2) ذهب بالمباراة إلى الأشواط الإضافية.

​الحسم في “الوقت القاتل”

​استمرت الإثارة في الشوط الإضافي الأول، حيث فرض المنتخب المغربي سيطرته البدنية والفنية.

وفي الدقيقة 101، عاد عبد الرزاق حمد الله ليزأر مجدداً، مسجلاً الهدف الثالث وهدف “اللقب الغالي” بعد تمريرة حاسمة من مروان سعدان، وسط احتفالات هيستيرية في المدرجات المغربية.

​ورغم المحاولات الأردنية اليائسة في الدقائق الأخيرة، استبسل الدفاع المغربي بقيادة الحارس مهدي بنعبيد، لتنتهي المباراة معلنة عن تتويج تاريخي للمغرب بلقبه الثاني في هذه المسابقة (بعد نسخة 2012).

​صفحة جديدة من المجد

​بهذا التتويج، يختتم المنتخب المغربي مسيرة مثالية في كأس العرب 2025، جمعت بين الأداء الهجومي القوي والروح القتالية العالية.

ولم يكن الفوز مجرد كأس أضيفت للخزينة، بل كان تأكيداً على أن الكرة المغربية تعيش أزهى عصورها، وقادرة على حسم المواعيد الكبرى مهما كانت التحديات.

إدريس لكبيش/ Le12.ma

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *