في مقال الرأي هذا يرد عادل تشيكيطو، رئيس العصبة المغربية لحقوق الإنسان، على تقرير الخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان في المغرب، محددا من هو من بين البلدين الاولى بتلقي دروس إحترام حقوق الإنسان.

وفيما يلي المقال / الرأي تنشره جريدة le12.ma.

*عادل تشيكيطو

حين تكتب الخارجية الأمريكية تقريرًا عن حقوق الإنسان في المغرب، يخيَّل إليك أنها دولة أفلاطونية مثالية، خارجة من رحم العدالة، لا تعرف سجونًا، ولا عنصرية ولا حروبًا بالوكالة.

لو قلبنا المعادلة قليلًا، سنقف أمام حقيقة مفادها: أن بلد العم سام هي أولى بالنصيحة، وأكثر من هم في حاجة إلى الدروس، لأنها تدخل في خانة الأقطار التي جعلت الفيلسوف هربرت ماركوز يصفها، بناء على ممارساتها الإمبريالية، بأنها “أكبر مصنع للأيديولوجية المهيمنة”، والبلد الذي لا يزال مارتن لوثر كينغ يذكِّرها في قبره بأن “الظلم في أي مكان تهديد للعدل في كل مكان”.

كيف لدولة تغطي على الإبادة الجماعية في غزة، وتسلّح الكيان المجرم، وتُشرعن جرائمه في مجلس الأمن، أن تتحدث بلسان المصلح الحقوقي؟.

وكيف لمن لم يستطع بعد أن يداوي جروح العنصرية البنيوية ضد مواطنيه السود واللاتينيين، أن يمنحنا شهادة الجودة (iso) في الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان؟.

لسنا في حاجة لمن يوزع علينا دروسًا بوجهين، وجه يتبنى لغة حقوق الإنسان حين يتعلق الأمر بالآخرين، ووجه آخر يغطي الدم والدمار حين يتعلق بمصالحه أو “حليفه الاستراتيجي”.

نعم، عندنا اختلالات وانتهاكات، نواجهها بالنضال والمواجهة وبجهود المدافعات والمدافعين عن حقوق الإنسان والمجتمع المدني، دون وصاية من دولة مارقة لا تزال تضع ميزان العدالة على كف المصالح.

مناسبة هذه، لأقول فيها، لمن تتجرأ يده في هذا الوطن على ممارسات مشينة وانتهاكات للمغربيات والمغاربة مهينة:

باركا باركا راكم كتخليو اللي يسوا واللي ما يسواش يشيَّر فينا.

*رئيس العصبة المغربية لحقوق الإنسان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *